لا شريك له ، وأقاموا الصّلاة ، وآتوا الزّكاة ، وحجّوا البيت ، وصاموا شهر رمضان ، ثمّ قالوا لشيء صنعه الله أو صنعه النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ : ألا صنع خلاف الّذي صنع ، أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين. ثمّ تلا هذه الآية (١). ثمّ قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ فعليك بالتّسليم.
عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد البرقيّ (٢) ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عبد الله الكاهليّ قال : قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ وذكر مثله سواء.
وفيه (٣) : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن زيد الشّحّام ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : قلت له : إنّ عندنا رجلا يقال له : كليب. فلا يجيء عنكم شيء إلّا قال : أنا أسلّم ، فسمّيناه كليب تسليم. قال : فترحّم عليه. ثمّ قال : أتدرون ما التّسليم؟
فسكتنا. فقال : هو والله الإخبات. قول الله ـ عزّ وجلّ (٤) ـ : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ) ..
وفي كتاب التّوحيد (٥) بإسناده إلى عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفيّ ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ حديث طويل ، يقول فيه ـ عليه السّلام ـ : و (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ) ..
قال جابر : يا ابن رسول الله ، وكيف لا يسأل عمّا يفعل؟
قال : لأنّه لا يفعل إلّا ما كان من حكمته صوابا. وهو المتكبّر الجبّار والواحد القهّار. فمن وجد في نفسه حرجا في شيء ممّا قضى الله فقد كفر. ومن أنكر شيئا من أفعاله جحد.
وفي كتاب كمال الدّين وتمام النّعمة (٦) بإسناده إلى محمّد بن قيس ، عن ثابت الثّماليّ ، عن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ في آخر حديث له :
__________________
(١) ذكر في المصدر ، بعد هذه العبارة ، نفس الآية.
(٢) نفس المصدر ١ / ٣٩٠ ، ح ٢.
(٣) نفس المصدر ١ / ٣٩٠ ـ ٣٩١ ، ح ٣.
(٤) هود / ٢٣.
(٥) التوحيد / ٣٩٧ ، ذيل حديث ١٣.
(٦) كمال الدين وتمام النعمة / ٣٢٣ ـ ٣٢٤ ، ضمن حديث ٨.