وقرأ نافع وحمزة ، بكسرها ، على الأصل. والباقون ، بضمّها ، إجراء لهما مجرى الهمزة المتّصلة بالفعل (١).
(ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ) : توبيخ لهم. والضّمير للمكتوب ، المدلول عليه بقوله : «كتبنا». أو لأحد مصدري الفعلين.
وقرأ ابن عامر ، بالنّصب ، على الاستثناء. أو على إلّا فعلا قليلا (٢).
(وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ) : من مطاوعة الرّسول ، وما يقوله طوعا ورغبة.
(لَكانَ خَيْراً لَهُمْ) : في العاجل والآجل.
(وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً) (٦٦) : لإيمانهم. ونصبه على التّمييز.
قال البيضاوي (٣) : والآية ـ أيضا ـ نزلت في شأن المنافق واليهوديّ.
وقيل (٤) إنّها والّتي قبلها نزلتا في حاطب بن أبي بلتعة ، خاصم زبيرا في شراج من الحرّة كانا يسقيان بها النّخل ، فقال ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ : اسق يا زبير ثمّ أرسل الماء إلى جارك.
فقال حاطب : لأن كان ابن عمّتك.
فقال ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ : اسق يا زبير ثمّ احبس الماء إلى الجدر واستوف حقّك ثمّ أرسله إلى جارك.
وفي روضة الكافي (٥) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن أسباط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : و (لَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) وسلّموا للإمام تسليما (أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ) رضا له ما فعلوه إلا قليلا منهم ولو أنّ أهل الخلاف فعلوا ما يوعطون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا وفي هذه الآية : (ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ) من أمر الوالي (وَيُسَلِّمُوا) لله الطّاعة (تَسْلِيماً) ..
وفي أصول الكافي (٦) : أحمد بن مهران ، عن عبد العظيم بن بكّار ، عن جابر ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : هكذا نزلت هذه الآية : «ولو أنّهم فعلوا ما يوعظون به في عليّ ـ عليه السّلام ـ لكان خيرا لهم».
__________________
(١) نفس المصدر ١ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨.
(٢ و ٣ و ٤) نفس المصدر ١ / ٢٢٨.
(٥) الكافي ٨ / ١٨٤ ، ح ٢١٠.
(٦) نفس المصدر ١ / ٤٢٤ ، ح ٦٠.