فقام عمّار بن ياسر ـ رحمه الله ـ فقال : يا أمير المؤمنين ، سمّهم لنا لنعرفهم (١).
فقال : إنّ خير الخلق يوم يجمعهم الله الرّسل. وإنّ أفضل الرّسل محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ وإنّ أفضل كلّ أمّة بعد نبيّها وصيّ نبيّها حتّى يدركه نبيّ. ألا وإنّ أفضل الأوصياء وصيّ محمّد ـ عليه وآله السّلام. ألا وإنّ أفضل الخلق بعد الأوصياء الشّهداء. ألا وإنّ أفضل الشّهداء حمزة بن عبد المطّلب وجعفر بن أبي طالب. له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنّة. لم ينحل أحد من هذه الأمّة جناحان غيره ، شيء كرم الله به محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله ـ وشرفه. والسّبطان الحسن والحسين ـ عليهما السّلام ـ والمهديّ ، يجعله الله من شاء منّا أهل البيت. ثمّ قرأ هذه الآية : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ) ـ إلى ـ (حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) (٢).
محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد (٣) ، عن عليّ بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي الصّباح الكنانيّ ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : أعينونا بالورع. فإنّه من لقي الله ـ عزّ وجلّ ـ منكم بالورع كان له عند الله ـ عزّ وجلّ ـ فرجا ، وإنّ الله ـ تعالى ـ يقول : (مَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ) ـ وقرأ إلى ـ (حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً). فمنّا النّبيّ ومنّا الصّدّيق والشّهداء والصّالحون.
أبو عليّ الأشعريّ : عن محمّد بن سالم (٤) ، عن أحمد بن النّضر الخزّاز ، عن جدّه الرّبيع بن سعد قال : قال لي أبو جعفر ـ عليه السّلام ـ يا ربيع ، إنّ الرّجل ليصدق حتّى يكتبه الله صدّيقا.
عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن عبد الله ، عن خالد القميّ ، عن خضر بن عمرو ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : سمعته يقول : المؤمن مؤمنان : مؤمن وفى الله بشروطه الّتي اشترطها (٥) عليه ، فذلك مع النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين وحسن أولئك رفيقا. وذلك ممّن يشفع ولا يشفع له. وذلك ممّن لا تصيبه (٦) أهوال الدّنيا ولا أهوال الآخرة. ومؤمن زلّت به قدم. فذلك كخامة الزّرع كيف
__________________
(١) هكذا في المصدر. وفي النسخ : فلنعرفنّهم.
(٢) ذكر في المصدر الآية بطولها.
(٣) نفس المصدر ٢ / ٧٨ ، ح ١٢.
(٤) نفس المصدر ٢ / ١٠٥ ، ح ٨.
(٥) المصدر : شرطها.
(٦) هكذا في المصدر. وفي النسخ : لا يصيبه.