هذه الأشباح (١) إلّا ما كشفت عنّا هذه الظّلمة. فأخرج الله من نور ابنتي فاطمة (٢) قناديل.
فعلّقها في بطنان العرش. فأزهرت (٣) السّموات والأرض. ثمّ أشرقت بنورها. فلأجل ذلك سمّيت الزّهراء.
فقالت الملائكة : إلهنا وسيّدنا ، لمن هذا النّور الزّاهر (٤) الّذي قد أشرقت به السّماوات والأرض؟
فأوحى الله إليها : هذا نور اخترعته من نور جلالي لأمتي فاطمة بنت حبيبي وزوجة وليّي وأخ نبيّي وأبي حججي على عبادي. أشهدكم ملائكتي أنّي قد جعلت ثواب تسبيحكم وتقديسكم لهذه المرأة وشيعتها ومحبّيها إلى يوم القيامة.
قال : فلمّا سمع العبّاس من رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ذلك وثب قائما وقبّل بين عيني عليّ ـ عليه السّلام ـ وقال : والله يا عليّ ، أنت الحجّة البالغة لمن آمن بالله واليوم الآخر.
وفي أصول الكافي (٥) ، عن رجاله ، عن إسماعيل بن جابر قال : قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : من سرّه أن يلقى الله وهو مؤمن حقّا حقّا فليتولّ الله ورسوله والّذين آمنوا وليتبرّأ إلى الله من عدوّهم وليسلّم إلى ما انتهى إليه من فضلهم. إنّ فضلهم لا يبلغه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ولا من دون ذلك ، ألم تسمعوا ما ذكره الله من فضل أتباع الأئمّة الهداة وهم المؤمنون؟ قال ـ تبارك وتعالى ـ : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ) ـ وتلا إلى قوله ـ : (وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) وقال : وهذا وجه من وجوه فضل أتباع الأئمّة ، فكيف بهم وبفضلهم (٦)؟!
[وفي كتاب معاني الأخبار (٧) : حدّثنا محمّد بن القاسم الاستراباديّ المفسّر قال : حدّثني يوسف بن محمّد بن زياد وعليّ بن محمّد بن سيّار ، عن أبويهما ، عن الحسن بن
__________________
(١) «لم نر بؤسا. فجق هذه الأشباح» ليس في المصدر وموجود في تفسير البرهان ، ١ / ٣٩٣.
(٢) هكذا في النسخ وتفسير البرهان. وفي المصدر : نورا من ابنتي فاطمة.
(٣) ر : فأظهرت.
(٤) هكذا في النسخ وتفسير البرهان. وفي المصدر : النور الأزهر.
(٥) بل في روضة الكافي ٨ / ٨٠ ، ضمن حديث ١.
(٦) هكذا في أ. وفي المصدر وسائر النسخ : فضلهم.
(٧) معاني الأخبار / ٣٦ ، صدر حديث ٩.