يخشون الكفّار أن يقتلوهم ، كما يخشون الله أن ينزّل عليهم بأسه.
و «إذا» للمفاجأة جواب «لمّا».
و «فريق» مبتدأ ، «منهم» صفته ، و «يخشون» خبره.
و «كخشية الله» من إضافة المصدر إلى المفعول ، وقع موقع المصدر ، أو الحال ، من فاعل «يخشون» على معنى : يخشون النّاس مثل أهل خشية الله منه.
(أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً) : عطف عليه ، إن جعلته حالا. وإن جعلته مصدرا ، فلا.
لأنّ أفعل التّفضيل إذا نصب ما بعده لم يكن من جنسه ، بل هو معطوف على اسم الله ، أي : وكخشية الله أو كخشية أشدّ خشية منه ، على الفرض. اللهمّ إلّا أن نجعل الخشية ذات خشية ، كقولهم : جدّ جدّه. على معنى : يخشون النّاس خشية مثل خشية الله ، أو خشية أشدّ خشية من خشية الله.
(وَقالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) :
استزادة في مدّة الكفّ عن القتال ، حذرا عن الموت. ويحتمل أنّهم ما تفوّهوا به ، ولكن قالوه في أنفسهم ، فحكى الله عنهم.
وفي تفسير العيّاشي (١) [، عنه : (كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) قال : نزلت في الحسن بن عليّ ، أمره الله بالكفّ. (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ) قال : نزلت في الحسين بن عليّ ، كتب الله عليه وعلى أهل الأرض أن يقاتلوا معه.
عليّ بن أسباط (٢) يرفعه ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : لو قاتل معه أهل الأرض ، لقتلوا كلّهم].(٣)
[عن إدريس مولى لعبد الله بن جعفر (٤) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في تفسير هذه الآية : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ) مع] (٥) الحسن. (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ ... فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ) مع الحسين ـ عليه السّلام ـ (قالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) إلى خروج القائم ـ عليه السّلام ـ فإنّ معه
__________________
(١) تفسير العياشي ١ / ٢٥٨ ، ح ١٩٨ ـ وفيه : «وفي رواية الحسن بن زياد العطّار عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قوله» بدل «عنه».
(٢) نفس المصدر والموضع ، ح ١٩٩.
(٣) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٤) نفس المصدر ١ / ٢٥٧ ـ ٢٥٨ ، ح ١٩٥.
(٥) ما بين المعقوفتين ليس في ر.