قلت : فإنّ إماما هلك ، ورجل بخراسان لا يعلم من وصيّه ، لم يسعه ذلك؟
قال : لا يسعه ، إنّ الإمام إذا هلك وقعت حجّة وصيه على من هو معه في البلد ، وحقّ النّفر على من ليس بحضرته إذا بلغهم ، إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول (١) : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).
قلت : فنفر قوم فهلك بعضهم قبل أن يصل فيعلم؟
قال : إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ).
والحديث طويل ، أخذت منه موضع الحاجة.
محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى (٢) ، عن محمّد بن خالد ، عن النّضر بن سويد ، عن يحيى الحلبيّ ، عن بريد بن معاوية ، عن محمّد بن مسلم قال : قلت لأبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : أصلحك الله ، بلغنا شكواك وأشفقنا ، فلو أعلمتنا أو علّمتنا من؟
فقال : إنّ عليّا ـ عليه السّلام ـ كان عالما والعلم يتوارث ، فلا يهلك عالم إلّا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله.
قلت : أفيسع النّاس إذا مات العالم أن لا يعرفوا الّذي بعده؟
فقال : أمّا أهل هذه البلدة فلا ، يعني : المدينة. وأمّا غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم ، إنّ الله يقول (٣) : (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).
قال : قلت : أرأيت من مات في ذلك؟ فقال : هو بمنزلة من خرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثمّ يدركه الموت ، فقد وقع أجره على الله].(٤).
وفي تفسير العيّاشي (٥) ، بإسناده ، عن محمّد بن أبي عمير (٦) قال : وجّه زرارة بن أعين (٧) ابنه عبيدا إلى المدينة يستخبر له خبر أبي الحسن موسى بن جعفر (٨) وعبد الله. فمات قبل أن يرجع إليه عبيد ابنه.
__________________
(١) التوبة / ١٢٢.
(٢) نفس المصدر ١ / ٣٧٩ ـ ٣٨٠ ، ح ٣ وله ذيل.
(٣) التوبة / ١٢٢.
(٤) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٥) تفسير العياشي ١ / ٢٧٠ ، ح ٢٥٣.
(٦) المصدر : عن ابن أبي عمير.
(٧) «بن أعين» ليس في المصدر.
(٨) «موسى بن جعفر» ليس في المصدر.