ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ أناسا من رهط بشير الأدنين قالوا : انطلقوا [بنا] (١) إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ نكلّمه (٢) في صاحبنا ونعذره. فإنّ صاحبنا بريء. فلمّا أنزل الله (٣) (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ) إلى قوله : (وَكِيلاً) فأقبلت رهط بشير. فقالوا : يا بشير ، استغفر الله وتب من الذّنب.
فقال : والّذي أحلف به ما سرقها إلّا لبيد. فنزلت (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) ثمّ أنّ بشيرا كفر ولحق بمكّة. وأنزل الله في النّفر الّذين أعذروا (٤) بشيرا وأتوا النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ ليعذروه (٥) (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ) (٦) (الآية) ونزل في بشير وهو بمكّة (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً) (٧).
وفي روضة الكافي (٨) : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن سليمان الجعفريّ قال : سمعت أبا الحسن ـ عليه السّلام ـ يقول في قول الله ـ تعالى ـ : (إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ) قال : يعني : فلانا وفلانا وأبا عبيدة بن الجرّاح.
وفي كتاب الاحتجاج (٩) ، للطّبرسي ـ رحمه الله ـ حديث طويل عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ وفيه يقول ـ عليه السّلام ـ : وقد بيّن الله قصص المغيرين بقوله (١٠) : (إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ) بعد فقد الرّسول ، ممّا يقيمون به أود باطلهم ، حسب ما فعلته اليهود والنّصارى بعد فقد موسى وعيسى من تغيير التّوراة والإنجيل وتحريف الكلم عن مواضعه.
وفي تفسير العيّاشي (١١) : عن عامر بن كثير السّرّاج وكان داعية الحسين [صاحب الفخّ] (١٢) بن عليّ ، عن عطاء الهمدانيّ ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ في قوله :
__________________
(١) من أ.
(٢) هكذا في أ. وفي سائر النسخ : وقالوا نكلم.
(٣) النساء / ١٠٨.
(٤) أور : عذروا.
(٥) هكذا في أور. وفي سائر النسخ : ليعذره.
(٦) البقرة / ٦٤.
(٧) النساء / ١١٥.
(٨) الكافي ٨ / ٣٣٤ ، ح ٥٢٥.
(٩) الاحتجاج ١ / ٣٧٠ ـ ٣٧١.
(١٠) النساء / ١٠٨.
(١١) تفسير العياشي ١ / ٢٧٤ ـ ٢٧٥ ، ح ٢٦٧.
(١٢) من المصدر. ويورد فيها بهذه الصورة.