ـ عليه السّلام ـ أنّه جبرئيل ـ عليه السّلام ـ فحمد ربّه. ثمّ قال : أرسلني ربّي إلى عبد من عبيده يتّخذه خليلا.
قال إبراهيم ـ عليه السّلام ـ : فعلّمني من هو ، أخدمه حتّى أموت؟
قال : فأنت. قال : وممّ ذلك؟
قال : لأنّك لم تسأل أحدا شيئا قطّ ، ولم تسأل شيئا قطّ ، فقلت : لا.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (١) : حدّثني أبي ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ـ عليهما السّلام ـ : أنّ إبراهيم ـ عليه السّلام ـ هو أوّل من حوّل له الرّمل دقيقا. وذلك أنّه قصد صديقا له بمصر في قرض طعام. فلم يجده في منزله.
فكره أن يرجع بالحمار خاليا. فملأ جرابه رملا. فلمّا دخل بمنزله خلا بين الحمار وبين سارة استحياء منها. ودخل البيت ونام. ففتحت سارة عن دقيق أجود ما يكون. فخبزت وقدّمت إليه طعاما طيّبا.
فقال إبراهيم : من أين لك هذا؟
فقالت : من الدّقيق الّذي حملته من عند خليلك المصريّ.
فقال إبراهيم : أما إنّه خليلي ، وليس بمصريّ. فلذلك أعطي الخلّة. فشكر الله وحمده فأكل.
وفي أصول الكافي (٢) : محمّد بن الحسن ، عمّن ذكره ، عن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن سنان ، عن زيد الشّحّام قال : سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ اتّخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتّخذه نبيّا. وإنّ الله اتّخذه نبيّا قبل أن يتّخذه رسولا. وإنّ الله اتّخذه رسولا قبل أن يتّخذه خليلا. وإن الله اتّخذه خليلا قبل أن يتّخذه إماما. والحديث طويل ، أخذت منه موضع الحاجة.
وفي كتاب الاحتجاج (٣) ، للطّبرسي ـ رحمه الله ـ ، عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ حديث طويل في مكالمة له بينه وبين اليهود ، وفيه : قالوا : إبراهيم خير منك.
قال ولِمَ ذاك؟
__________________
(١) تفسير القمي ١ / ١٥٣.
(٢) الكافي ١ / ١٧٥ ، ح ٢.
(٣) الاحتجاج ١ / ٥٦.