وفي كتاب الخصال (١) : عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : ثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله ـ تعالى ـ يوم القيامة حتّى يفرغ من الحساب : رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يديه. ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة (٢). ورجل قال الحقّ فيما له وعليه.
عن محمّد بن قيس (٣) ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ لله ـ تعالى ـ جنّة لا يدخلها إلّا ثلاثة : رجل حكم في نفسه بالحقّ.
(الحديث).
(إِنْ يَكُنْ) ، أي : المشهود عليه. أو كلّ واحد من المشهود عليه. ومن المشهود له.
(غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً) : فلا تمتنعوا عن إقامة الشّهادة. أو لا تجوروا فيها ميلا ، أو ترحمّا.
(فَاللهُ أَوْلى بِهِما) : بالغنيّ والفقير ، وبالنّظر لهما. فلو لم تكن الشّهادة عليهما أو لهما صلاحا ، لما شرّعها. وهو علّة الجواب أقيمت مقامه. والضّمير في «بهما» راجع إلى ما دلّ عليه المذكور ، وهو جنسا الغنيّ والفقير لا إليه ، وإلّا لوحّد للتّرديد فيه بأو «ويشهد عليه أن قرئ : فالله أولى بهم (٤)».
(فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا) : لأن تعدلوا عن الحقّ. من العدول. أو كراهة أن تعدلوا. من العدل.
(وَإِنْ تَلْوُوا) : ألسنتكم عن شهادة الحقّ.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائيّ بإسكان اللّام ، وبعدها واوان الأولى مضمومة والثّانية ساكنة (٥).
وقرئ : وإن تلوا ، بمعنى : إن وليتم إقامة الشّهادة (٦).
(أَوْ تُعْرِضُوا) : عن أدائها.
وفي مجمع البيان (٧) : عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ : إن تلووا ، أي : تبدّلوا الشّهادة. أو تعرضوا ، أي : تكتموها.
__________________
(١) الخصال ١ / ٨١ ، ح ٥.
(٢) هكذا في المصدر والنسخ. ولعل الصواب : شعرة.
(٣) نفس المصدر ١ / ١٣١ ، ح ١٣٦.
(٤) أنوار التنزيل ١ / ٢٤٩.
(٥ و ٦) نفس المصدر والموضع.
(٧) مجمع البيان ٢ / ١٢٤.