(أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ) : وهي المخفّفة ، والمعنى : أنّه إذا سمعتم.
(يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها) : حالان من «الآيات» جيء بهما لتقييد النّهي من المجالسة في قوله : (فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) : الّذي هو جزاء الشّرط ، بما إذا كان من يجالسه هازئا معاندا غير مرجوّ ، ويؤيّده الغاية. وهذا تذكار ما نزل عليهم بمكّة من قوله (١) : (وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا). (الآية) والضّمير في «معهم» للكفرة المدلول عليهم بقوله : (يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها).
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٢) : (آياتِ اللهِ) هم الأئمّة ـ عليهم السّلام ـ.
وفي تفسير العيّاشي (٣) : عن محمّد بن الفضل ، عن أبي الحسن الرّضا ـ عليه السّلام ـ في تفسيرها : إذا سمعت الرّجل يجحد الحقّ ويكذب به ويقع في أهله ، فقم من عنده ولا تقاعده.
وفي أصول الكافي (٤) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن القسم بن يزيد قال : حدّثنا أبو عمرو الزّبيريّ ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال في حديث طويل : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ فرض الإيمان على جوارح ابن آدم وقسّمه عليها وفرّقه فيها. وفرض على السّمع ان يتنزّه عن الاستماع إلى ما حرّم الله وأن يعرض عمّا لا يحلّ له ممّا نهى الله ـ عزّ وجلّ ـ عنه والإصغاء إلى ما أسخط الله ـ عزّ وجلّ ـ فقال في ذلك : (وَقَدْ نَزَّلَ) إلى قوله : (حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ). ثمّ استثنى الله ـ عزّ وجلّ ـ موضع النّسيان فقال : (وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ..
عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد (٥) ، عن شعيب العقرقوفيّ قال : سألت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها) إلى آخر الآية.
فقال : إنّما عنى بهذا الرّجل يجحد الحقّ ويكذب به ويقع في الأئمّة ، فقم من
__________________
(١) الأنعام / ٦٨.
(٢) تفسير القمي ١ / ١٥٦.
(٣) تفسير العياشي ١ / ٢٨١ ، ح ٢٩٠.
(٤) الكافي ٢ / ٣٤ ـ ٣٥ ، ح ١.
(٥) نفس المصدر ٢ / ٣٧٧ ، ح ٨.