علامات : يخالف لسانه قلبه ، وفعله قوله ، وعلانيته سريرته. وللكسلان ثلاث علامات : يتوانى حتّى يفرّط ، ويفرّط حتّى يضيّع ، ويضيّع حتّى يأثم. وللمرائي ثلاث علامات : يكسل إذا كان وحده ، وينشط إذا كان النّاس عنده ، ويتعرّض في كلّ أمر للمحمدة.
وعن أبي الحسن الأوّل ـ عليه السّلام ـ (١) قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : أربع خصال يفسدن القلب وينبتن النّفاق في القلب كما ينبت الماء الشّجر : استماع اللهو ، والبذاء ، وإتيان باب السّلطان ، وطلب الصّيد.
وفي كتاب علل الشّرائع (٢) بإسناده إلى زرارة ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ حديث طويل ، بقوله فيه : ولا تقم إلى الصّلاة متكاسلا ولا متناعسا ولا متثاقلا. فإنّها من خلال النّفاق. وقد نهي من خلال النّفاق. وقد نهى الله ـ عزّ وجلّ ـ أن يقوموا إلى الصلاة وهم سكارى ، يعني : من النّوم. وقال للمنافقين : وإذا قاموا إلى الصّلاة قاموا كسالى يراؤون النّاس ولا يذكرون الله إلّا قليلا.
وفي كتاب معاني الأخبار (٣) : حدّثنا أبي ـ رضي الله عنه ـ قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان قال : كنّا جلوسا عند أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ إذا قال له رجل من الجلساء : جعلت فداك يا بن رسول الله ، أخاف على أن أكون منافقا.
فقال له : إذا خلوت في بيتك ليلا أو نهارا ، أليس تصلّي؟
فقال : بلى.
فقال : فلمن تصلّي؟
فقال : لله ـ عزّ وجلّ ـ.
فقال : فكيف تكون منافقا وأنت تصلّي لله ـ عزّ وجلّ ـ لا لغيره؟!
وفي أصول الكافي (٤) : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن سيف بن عميرة ، عن سليمان بن عمرو عن أبي المغرا الخصّاف رفعه قال : قال أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ : من ذكر الله ـ عزّ وجلّ ـ في السّرّ ، فقد ذكر الله كثيرا. إنّ المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السّرّ ، فقال الله
__________________
(١) نفس المصدر ١ / ٢٢٧ ، ح ٦٣.
(٢) علل الشرائع ٢ / ٣٥٨ ، ح ١.
(٣) معاني الأخبار / ١٤٢.
(٤) الكافي ٢ / ٥٠١ ، ح ٢.