عبد الله ـ عليه السّلام ـ حديث طويل ، وفيه : وأمّا غيبة عيسى ـ عليه السّلام ـ فإنّ اليهود والنّصارى اتّفقت على أنّه قتل ، فكذّبهم الله ـ جل ذكره ـ بقوله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ).
[وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (١) : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ عيسى ـ عليه السّلام ـ وعد أصحابه ليلة رفعه الله إليه ، فاجتمعوا إليه عند المساء وهم اثنا عشر رجلا ، فأدخلهم بيتا ثمّ خرج عليهم من عين في زاوية البيت وهو ينفض رأسه من الماء.
فقال : إنّ الله أوحى إليّ أنّه رافعي إليه السّاعة ومطهّري من اليهود. فأيّكم يلقى عليه شبحي فيقتل ويصلب ويكون معي في درجتي؟ فقال شابّ منهم : أنا يا روح الله.
فقال : فأنت هو ذا.
فقال لهم عيسى : أما إنّ منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة.
فقال له رجل منهم : أنا يا نبيّ الله. فقال عيسى : أتحسّ (٢) بذلك في نفسك ، فلتكن هو.
ثمّ قال لهم عيسى : أما إنّكم ستفترقون بعدي على ثلاث فرق ، فرقتين مفتريتين على الله في النّار وفرقة تتّبع شمعون صادقة على الله في الجنّة.
ثمّ قال (٣) رفع الله عيسى إليه من زاوية البيت وهم ينظرون إليه.
ثمّ قال أبو جعفر ـ عليه السّلام ـ : إنّ اليهود جاءت في طلب عيسى من ليلتهم ، فأخذوا الرّجل الّذي قال له عيسى : إنّ منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة. وأخذوا الشّابّ الّذي ألقي عليه شبح عيسى ـ عليه السّلام ـ فقتل وصلب ، وكفر الّذي قال له عيسى : تكفر قبل أن تصبح اثنتي عشرة كفرة] (٤).
(وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ) : في شأن عيسى.
قال البيضاويّ (٥) : فإنّه لمّا وقعت تلك الواقعة اختلف النّاس. فقال بعض اليهود : إنّه كان كاذبا فقتلناه حقّا. وتردّد آخرون. فقال بعضهم : إن كان هذا عيسى
__________________
(١) تفسير القمي ١ / ١٠٣.
(٢) المصدر : أن تحسّ.
(٣) ليس في المصدر.
(٤) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٥) أنوار التنزيل ١ / ٢٥٥.