يا محمّد ، لم تعيب صاحبنا؟
قال ومن صاحبكم؟
قالوا : عيسى.
قال : وأيّ شيء أقول فيه؟
قالوا : تقول إنّه عبد الله ورسوله. فنزلت الآية.
(وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ) : عطف على المسيح ، أي : ولن تستنكف الملائكة المقرّبون أن يكونوا عبيد الله.
في كتاب علل الشّرايع (١) ، بإسناده إلى سلمان الفارسي قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ لعليّ ـ عليه السّلام ـ : يا عليّ ، تختّم باليمين تكن من المقرّبين.
قال : يا رسول الله ، وما المقرّبون؟
قال : جبرئيل وميكائيل.
والحديث طويل ، أخذت منه موضع الحاجة.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٢) ، عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ حاكيا عن جبرئيل ـ عليه السّلام ـ : إنّ بين الله وبين خلقه تسعين ألف حجاب. وأقرب الخلق إلى الله أنا وإسرافيل. وبيننا وبينه أربعة حجب : حجاب من نور ، وحجاب من ظلمة ، وحجاب من الغمام ، وحجاب من الماء.
واحتج بالآية من زعم فضل الملائكة على الأنبياء وقال : مساقه لردّ النّصارى في رفع المسيح عن مقام العبوديّة ، وذلك يقتضي أن يكون المعطوف عليه أعلى درجة منه حتّى يكون عدم استنكافهم كالدّليل على عدم استنكافه.
وجوابه ، أنّ الآية للرّدّ على عبدة المسيح والملائكة ، فلا يتّجه ذلك وإن سلم اختصاصها بالنّصارى ، فلعلّه أراد بالعطف المبالغة باعتبار آخر دون التّكبير ، كقولك : أصبح الأمير لا يخالفه رئيس ولا مرؤوس (٣).
وفي كتاب علل الشّرائع (٤) ، بإسناده إلى ابن عبّاس ، عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ حديث طويل ، وفيه يقول ـ عليه السّلام ـ : لمّا عرج بي إلى السّماء الرّابعة أذّن جبرئيل وأقام ميكائيل ، ثمّ قيل : ادن يا محمّد.
__________________
(١) علل الشرائع ١ / ١٥٨ ، ح ٣.
(٢) تفسير القمي ٢ / ١٠.
(٣) أنوار التنزيل ١ / ٢٥٨.
(٤) علل الشرائع / ٦ ، ح ١.