عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً).
فقال : هو آل إبراهيم وآل محمّد على العالمين فوضعوا اسما مكان اسم.
(عَلَى الْعالَمِينَ) (٣٣) :
قيل (١) : فيه دلالة ظاهرة (٢) على تفضيلهم على الملائكة. [وقد مرّ ما فيه في سورة البقرة].(٣)
وفي كتاب الخصال (٤) : عن أبي الحسن الأوّل ـ عليه السّلام ـ قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ اختار من كلّ شيء أربعة ـ إلى أن ـ قال : واختار من البيوتات (٥) أربعة ، فقال ـ تعالى ـ : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَعَلَى الْعالَمِينَ).
وعن جعفر بن محمّد (٦) ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن أبي طالب ـ عليهم السّلام ـ عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه قال في وصيّة له : يا عليّ إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ أشرف على الدّنيا فاختارني منها على رجال العالمين ، ثمّ اطّلع الثّانية فاختارك على رجال العالمين بعدي ، ثمّ اطّلع الثّالثة فاختار الأئمّة من ولدك على رجال العالمين بعدك ، ثمّ اطّلع الرّابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين.
[وفي عيون الأخبار (٧) في باب مجلس الرّضا ـ عليه السّلام ـ عند المأمون مع أهل الملل والمقالات ، وما أجاب عليّ بن محمّد بن الجهم في عصمة الأنبياء ـ صلوات الله عليهم ـ حديث طويل يقول فيه الرّضا ـ عليه السّلام ـ : أمّا قوله ـ عزّ وجلّ ـ في آدم : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) ، فإنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ خلق آدم حجّة في أرضه وخليفته في بلاده لم يخلقه للجنّة ، وكانت المعصية من آدم ـ عليه السّلام ـ في الجنّة لا في الأرض ، وعصمته تجب أن يكون في الأرض ليتمّ مقادير أمر الله ـ عزّ وجلّ ـ فلمّا أهبط إلى الأرض وجعل حجّة وخليفة عصم بقوله ـ عزّ وجلّ ـ : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَعَلَى الْعالَمِينَ).
__________________
(١) مجمع البيان ١ / ٤٣٣.
(٢) أ : صريحة.
(٣) ليس في أ.
(٤) الخصال / ٢٢٥ ، ضمن حديث ٥٨.
(٥) النسخ : البيوت. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٦) نفس المصدر / ٢٠٦ ، ح ٢٥.
(٧) عيون أخبار الرضا ١ / ١٩٢ ـ ١٩٣.