ويجوز أن يكون مصدرا ، على تقدير مضاف ، أي ، بذي قبول حسن. وأن يكون تقبّل بمعنى استقبل ، كتقضّى وتعجّل ، أي ، فأخذها في أوّل أمرها ، حين ولدت ، بقبول حسن.
(وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً) : مجاز عن تربيتها ، بما يصلحها ، في جميع أحوالها.
(وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا) :
شدّد الفاء حمزة والكسائي وعاصم ، وقصروا زكريّا غير عاصم ، في رواية ابن عيّاش ، على أنّ الفاعل هو الله ، وزكريّا مفعول. وخفّف الباقون ، ومدّوا زكريّا مرفوعا (١).
(كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ) ، أي : الغرفة الّتي بنيت لها ، أو المسجد ، أو أشرف مواضعه. ومقدمها سمي به ، لأنّه محلّ محاربة الشّيطان.
(وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً) : جواب «كلّما» وناصبه.
وفي تفسير العيّاشيّ (٢) : وفي رواية حريز ، عن أحدهما ـ عليهما السّلام ـ [قال :] (٣) نذرت ما في بطنها للكنيسة أن يخدم (٤) العباد ، وليس الذّكر كالأنثى في الخدمة.
قال : فنبتت ، وكانت (٥) تخدمهم وتناولهم حتّى بلغت ، فأمر زكريّا أن تتّخذ لها حجابا دون العباد ، وكان (٦) يدخل عليها فيرى عندها ثمرة الشّتاء في الصّيف وثمرة الصّيف في الشّتاء. فهنالك دعا وسأل ربّه أن يهب له ذكرا ، فوهب له يحيى.
(قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا) : من أين لك هذا الرّزق الآتي في غير أوانه ، والأبواب مغلّقة عليك؟
(قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) : فلا تستبعد.
(إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) (٣٧) : بغير تقدير لكثرته ، أو بغير استحقاق تفضّلا به. وهو يحتمل أن يكون من كلامها ، وأن يكون من كلام الله.
وفي تفسير العيّاشيّ (٧) : عن إسماعيل الجعفيّ ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ امرأة عمران لمّا نذرت ما في بطنها محرّرا ، قال : [و] (٨) المحرّر للمسجد إذا وضعته (٩)
__________________
(١) نفس المصدر والموضع.
(٢) تفسير العياشي ١ / ١٧٠ ، ح ٣٨.
(٣) من المصدر.
(٤) المصدر : تخدم.
(٥) المصدر : «فشبّت فكانت» بدل «فنبتت وكانت».
(٦) المصدر : فكان.
(٧) نفس المصدر والموضع ، ح ٣٦.
(٨) من المصدر.
(٩) المصدر : [أو]