مائه ثوب من العتابي والأطلس والمعتق والممرس وغير ذلك وعشرة جلود قندس وخمس خلع خاص برسمه ورسم ولده ومائة قباء ومائة كمه وحجرتين عربيتين بأداتهما وبغلتين مسروجتين وعشرة أكاديش وخمس قطر بغال وثلاث قطر جمال عربيات وقطار بخت. ولما فرغ السلطان من عرض الهدية قدم الطعام ، فلما أصاب منه عماد الدين نهض للركوب وخرج السلطان معه وركب لوداعه وسار معه إلى قريب من بابلىّ وودعه وعاد وسار عماد الدين إلى بلاده.
قال في الروضتين : ولأبي الحسن بن الساعاتي في مدح السلطان عند إرادة فتح حلب قصيدة منها :
ما بعد لقياك للعافين من أمل |
|
ملك الملوك وهذي دولة الدول |
فانهض إلى حلب في كل سابقة |
|
سروجها قلل تغني عن القلل |
ما فتحها غير إقليد الممالك وال |
|
داعي إليه جميع الخلق والملل |
وما عصت منعة لكنه غضب |
|
علام أهملتها إهمال مبتذل |
غارت وحقك من جاراتها فشكت |
|
ما باله فيصاصي غير محتفل |
وللقاضي السعيد ابن سناء الملك من قصيدة :
بدولة الترك عزت دولة العرب |
|
وبابن أيوب ذلت بيعة الصلب |
إن العواصم كانت أي عاصمة |
|
لنفسها بتعاليها عن الرتب |
جليسة النجم في أعلى مراتبه |
|
وطالما غاب عنها وهي لم تغب |
ومانعته كمعشوق تمنعه |
|
أحلى من الشهد أو أشهى من الضرب |
فمر عنها بلا غيظ ولا حنق |
|
وسار عنها بلا حقد ولا غضب |
تطوي البلاد وأهليها كتائبه |
|
طيا كما طوت الكتّاب للكتب |
أرض الجزيرة لم تظفر ممالكها |
|
بمالك فطن أو سائس درب |
ممالك لم يدبرها مدبرها |
|
إلا برأي خصي أو بعقل صبي |
حتى أتاها صلاح الدين فانصلحت |
|
من الفساد كما صحت من الوصب |
وقد حواها وأعطى بعضها هبة |
|
فهو الذي يهب الدنيا ولم يهب |
ومذ رأت صده عن ربعها حلب |
|
ووصله لبلاد الغير بالحلب |
غارت عليه ومدت كف مفتقر |
|
منها إليه وأبدت وجه مكتئب |