شرفت بسامي مجدك الشهباء |
|
وتجللتها بهجة وضياء |
ألقت إليك قيادها وبها على |
|
كل الملوك ترفع وإباء |
ومنهم سعيد بن محمد الحريري له من قصيدة وتقدم بعضها :
وصبّحت شهباء العواصم مصلتا |
|
قواضب عزم لا يفل شهيرها |
فأعطيت منها غاربا فيك راغبا |
|
وعاد يسيرا في يديك عسيرها |
وأوطأت منها أخمصيك تنوفة |
|
يعز على الشعرى العبور عبورها |
ورد إليها روح عدلك روحها |
|
وكان رميما لا يرجّى نشورها |
قال : وقال والدي أبو طي النجار من قصيدة :
حلب شامة الشآم وقد زيد |
|
ت جلالا بيوسف وجمالا |
هي أس الفخار من قال أعلا |
|
ها تعالى فخامة وتغالا |
ومحل العلاء من حل فيها |
|
تاه كبرا وعزة وجلالا |
من حواها مملكا ملك الأر |
|
ض اقتسارا سهولة وجبالا |
فافترعها مهنأ بمحل |
|
سمك الأنجم الوضاء وطالا |
قال : وحدثني جماعة من الحلبيين منهم الركن بن جهبل العدل قال : كان الفقيه مجد الدين بن جهبل الشافعي الحلبي قد وقع إليه تفسير القرآن لأبي الحكم المغربي فوجد فيه عند قوله تعالى (الم غُلِبَتِ الرُّومُ) الآية أن أبا الحكم قال : إن الروم يغلبون في رجب سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة ويفتح البيت المقدس ويصير دارا للإسلام إلى آخر الأبد ، واستدل على ذلك بأشياء ذكرها في كتابه ، فلما فتح السلطان حلب كتب إليه المجد بن جهبل ورقة يبشره بفتح البيت المقدس على يديه ويعيّن فيه الزمان الذي يفتحه فيه ، وأعطى الورقة للفقيه عيسى ، فلما وقف الفقيه عيسى عليها لم يتجاسر على عرضها على السلطان ، وحدث بما في الورقة لمحيي الدين بن الزكي القاضي الدمشقي ، وكان ابن زكي الدين واثقا بعقل ابن جهبل وأنه لا يقدم على هذا القول حتى يحققه ويثق به ، فعمل قصيدة مدح السلطان بها حين فتح حلب في صفر وقال فيها :
وفتحكم حلبا بالسيف في صفر |
|
قضى لكم بافتتاح القدس في رجب |