فكم من حمى صعب أباحت سيوفه |
|
ومن مستباح قد حمته كتائبه |
أرى اليوم دست الملك أصبح خاليا |
|
أما فيكم من مخبر أين صاحبه |
فمن سائلي عن سائل الدمع لم جرى |
|
لعل فوآدي بالوجيب يجاوبه |
فكم من ندوب في قلوب نضيجة |
|
بنار كروب أججتها نوادبه |
أسلم ولم تحطم صدور رماحه |
|
بذب ولم تثلم بضرب قواضبه |
ولا اصطدمت عند الحتوف كماته |
|
ولا ازدحمت بين الصفوف جنائبه |
ولا سيم أخذ الثار يوم كريهة |
|
تشق مثار النقع فيها سلاهبه |
فيا ملبسي ثوبا من الحسن مسبلا |
|
أيحسن بي أن التسلي سالبه |
خدمتك روض المجد تضفو ظلاله |
|
عليّ وحوض الجود تصفو مشاربه |
وقد كنت تدنيني وترفع مجلسي |
|
لمفروض مدح ما تعداك واجبه |
فما بال إذني قد تمادى ولم يكن |
|
إذا جئت يثنيني عن الباب حاجبه |
أرى الشمس أخفت يوم فقدك نورها |
|
فلا كان يوم كاسف الوجه شاحبه |
فكيف نبا سيف اعتزامك أو كبا |
|
جواد من الحزم الذي أنت راكبه |
فمن لليتامى يا غياث يغيثهم |
|
إذا الغيث لم ينقع صدى العام ساكبه |
ومن لملوك كنت ظلا عليهم |
|
ظليلا إذا ما الدهر نابت نوائبه |
أيا تاركي ألقى العدو مسالما |
|
متى ساءني بالجد قمت ألاعبه |
سقت قبرك الغر الغوادي وجاده |
|
من الغيث ساريه الملثّ وساربه |
فإن يك نور من شهابك قد خبا |
|
فيا طالما جلّى دجى الليل ثاقبه |
فقد لاح بالملك العزيز محمد |
|
صباح هدى كنا زمانا نراقبه |
فتى لم يفته من أبيه وجده |
|
إباء وجد غالبا من يغالبه |
ومن كان في المسعى أبوه دليله |
|
تدانى له الشأو الذي هو طالبه |
وبالصالح استعلى صلاح رعية |
|
لها منه رعي ليس يقلع راتبه |
فحسب الورى من أحمد ومحمد |
|
مليكان من عاداهما ذل جانبه |
هما أحرزا علياء غازي بن يوسف |
|
وما ضيّعا المجد الذي هو كاسبه |
فأفق الورى لولاهما كان أظلمت |
|
مشارقه من بعده ومغاربه |
ستحمي على رغم الليالي حماهما |
|
عوالي قنا تردي الأسود ثعالبه |