خاتون بنت السلطان الملك العادل والدة السلطان الملك العزيز بن الملك الظاهر في أيام مولانا السلطان الملك الناصر صلاح الدنيا والدين يوسف بن الملك العزيز محمد بن غازي ابن يوسف ناصر أمير المؤمنين خلد الله ملكه.
وعلى الجدار الشرقي من خارج المدرسة :
البسملة ، يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ، الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ، ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون ، يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون ، وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون (١). هذا ما أمر بإنشائه الستر الرفيع والجناب المنيع الملكة الرحيمة عصمة الدنيا والدين ضيفة خاتون ابنة السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب تغمدهم الله برحمته ، وذلك في أيام مولانا السلطان الملك الناصر العالم العادل المجاهد المرابط المؤيد المظفر المنصور صلاح الدنيا والدين يوسف بن الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب ناصر أمير المؤمنين عز نصره.
بتولي العبد الفقير عبد المحسن العزيزي الناصري رحمهالله
في سنة ثلاثة وثلاثين وستمائة.
وقد كان للمدرسة باب قديم فيه شيء من الصنعة فقلعته إدارة الأوقاف من نحو ثماني سنين وألقته في رواق إدارتها في خان الكمرك بين ما يوضع هناك من الأخشاب العتيقة التي يقل الفائدة منها ، وعملت للمدرسة بابا جديدا ويا ليتها أبقت القديم على قدمه.
وإذا شاهدت محراب هذه المدرسة وصحنها وما فيه من العواميد العظيمة وإيوانها وقنطرته المبنية من الأحجار الضخمة وقفت خاضعا خاشعا وتجلت لك عظمة البانين وما كانوا عليه من العناية والاهتمام في شأن العلم وأهله والعناية في رفع مناره وتشييد الأبنية الضخمة له ورصد الأوقاف الكثيرة لأجله ، فلا غرابة إذا انتشر العلم في ذلك العصر وراجت أسواقه وتهافت الناس عليه ، وقد خلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا
__________________
(١) سورة الزخرف.