فهم أهل عمود ، وذوو أنساب عريقة وأحساب حقيقة إلى القبجاق الخلص مرجعهم ، والفرس بفرسان دولتنا الشريفة تجمعهم. فاقتضى رأينا الشريف أن نرعى لهم هذه الحقوق بإبطال تلك الزيادة المرادة ، وأن نتأسى منها ما هو في العدد كالنسيء في الكفر زيادة.
فرسم بالأمر الشريف ، لا زالت مواهبه تشمل الآفاق ، وتزيد على الإنفاق ، وتقدم ما ينفد إلى ما هو عند الله باق ، أن يسامح جميع التراكمين الداخل عدادهم في ضمان عداد التركمان بالمملكة الحلبية المحروسة ، بما يستأدي منهم على الأغنام الدغالي وأن يكون ما يستخرج منهم من العدد على الكبار خاصة وهو عن كل مائة رأس كبار ثلاثة أرؤس كبار خاصة لا غير ، من غير زيادة على ذلك مسامحة مستمرة دائمة مستقرة باقية بقاء الليالي والأيام ، لا تبدّل لها أحكام ولا تتغير بتغير حاكم من الحكام ، نرجو أن نسر بها في صحائف أعمالنا يوم العرض ، لا يتأول فيها حساب ولا تمتد إليها يد حسّاب ولا يبقى عليها سبيل للدواوين والكتاب ، ولا تسيب أغنامهم ليرعاها منهم أولئك الذئاب ، كلما مر على هذه المسامحة زمان أكد أسبابها وبيض في صحائف الدفاتر حسابها ، لا تعارض ولا تناقض ولا يتأول فيها متأول في هذا الزمان ، ولا فيما بعده من الزمان ، ولا يدخل حكمها في النسيان ، ولا ينقص أجرها المضمون ، ولا تطلب أصحاب الدغالي عليها بعداد في قرن من القرون ، ولا يستحقر بما يستأدي منها جليلة ولا حقيرة ، ولا يسمح لنفسه من قال إنها صغيرة وهي عند الله كبيرة. لتطيب لأهلها ومن تسامع بما شملهم من إحساننا الشريف النفوس ، ولا تصدع لهم بسبب هذا الطلب رؤوس ، فمن تعرض في زماننا أمدّنا الله بالبقاء أو كشف في هذه الصدقة الجارية وجه تأويل ، أو سكن فيها إلى مداومة بقليل ، أو طلب من ظالم بعينه مداواة قوله العليل ، فسيجد ما يصبح به مثلة ويتوب به مثله ، ويكون لمن بعده عبرة بمن قدم قبله. ونحن نبرأ إلى الله ممن يتعرض بعدنا إلى نقضها ، وهذه المسامحة عليه حجتنا التي لا يقدر عند الله على دحضها. ولتقرأ على المنابر وتعل كلمتها ، وتمد في أقطار الأرض كما امتد السحاب ترجمتها ، وسبيل كل واقف عليها من أرباب الأحكام أصحاب السيوف والأقلام ، ومن يتناوب منهم على الدوام ، العمل بما رسمنا به واعتماد ما حكم بموجبه بعد الخط الشريف شرفه الله تعالى أعلاه إن شاء الله تعالى اه.