إسكندرية ذا الوبا |
|
سبع يمد إليك ضبعه |
صبرا لقسمته التي |
|
تركت من السبعين سبعه |
ثم تيمم الصعيد الطّيب ، وأبرق على برقة منه صيّب. ثم غزا غزة ، وهز عسقلان هزة. وعك إلى عكا ، واستشهد بالقدس وزكا. فلحق من الهاربين الأقصى بقلب كالصخرة ، ولو لا فتح باب الرحمة لقامت القيامة في مرة. ثم طوى المراحل ونوى أن يحلق الساحل. فصاد صيدا وبغت بيروت كيدا. ثم سدد الرشق إلى جهة دمشق. فتربع ثم وتميّد ، وفتك كل يوم بألف وأزيد. فأقل الكثرة وقتل خلقا ببثرة. (ومنها) :
أصلح الله دمشقا |
|
وحماها عن مسبه |
نفسها خست إلى أن |
|
تقتل النفس بحبه |
ثم أمر المزة وبرز إلى برزة. وركب تركيب مزج على بعلبك ، وأنشد في قارة قفا نبك. ورمى حمص بجلل ، وصرفها مع علمه أن فيها ثلاث علل. ثم طلق الكنة في حماة ، فبردت أطراف عاصيها من حماه.
يا أيها الطاعون إن حماة من |
|
خير البلاد ومن أعز حصونها |
لا كنت حين شممتها فسممتها |
|
ولثمت فاها آخذا بقرونها |
ثم دخل معرة النعمان ، فقال لها : أنت مني في أمان. حماة تكفيك فلا حاجة لي فيك :
رأى المعرة عينا زانها حور |
|
لكن حاجبها بالجور مقرون |
ماذا الذي يصنع الطاعون في بلد |
|
في كل يوم له بالظلم طاعون |
ثم سرى إلى سرمين والفوعة ، فشعث على السنة والشيعة. فسن للسنة أسنته شرّعا وشيع في منازل الشيعة مصرعا. ثم أنطى أنطاكية بعض نصيب ، ورحل عنها حياء من نسيانه ذكرى حبيب. ثم قال لشيزر وحارم : لا تخافا مني ، فأنتما من قبل ومن بعد في غنى عني. فالأمكنة الردية تصح في الأزمنة الوبية. ثم أذل عزاز وكلّزة ، وأصبح في بيوتهما الحارث ولا أعني ابن حلّزة. وأخذ من أهل الباب أهل الألباب. وباشر تل باشر ودلك دلوك وحاشر. وقصد الوهاد والتلاع وقلع خلقا من القلاع. ثم طلب حلب ولكنه ما غلب. (ومنها) : ومن الأقدار أنه يتتبع أهل الدار. فمتى بصق أحد منهم دما تحققوا كلهم عدما. ثم يسكن الباصق الأجداث بعد ليلتين أو ثلاث.