٣ ـ بمحمد وآله بتولي العبد الفقير إلى الله تعالى يوسف الأشرفي. وكان الفراغ منه سلخ شعبان المكرم من سنة اثني عشر وثمانماية.
طول صحن الجامع تسعة وعشرون ذراعا وعرضه ثمانية عشر ونصف ذراع ، وطول القبلية خمسون ذراعا وعرضها مع السواري ثمانية عشر ذراعا ، وفي آخرها من جهة الشرق مقصورتان معدتان لصلاة الأمراء ، وله ثلاثة أروقة شرقا وغربا وشمالا ، لها عشر أسطوانات عرض الأسطوانية نحو ثلاثة أذرع ومجموع محيطها أحد عشر ذراعا ، وعلى الأسطوانتين اللتين عن يمين باب الجامع الشمالي رسم ربع دائرة فيها خطوط يعرف منها وقتا الظهر والعصر ، وعرض الرواقين الشرقي والغربي عشرون ذراعا ونصف ذراع.
وكان المتولي عليه شخص يقال له السيد حسن ، ثم انتقلت التولية منه إلى عبد الوهاب درويش ، ثم إلى الشيخ محمد الهيراتي ، ثم إلى الشيخ محمد الخيّاط ، ثم إلى الحاج أحمد الجاموس ، وذلك منذ نحو أربعين سنة ، وفي زمنه أزال عن سطح القبلية أتربة عظيمة كانت عليه ولم يجعل له مزاريب تذهب بالماء فثقل التراب عليه فأدى إلى سقوط السقف جميعه. ثم ولي عليه الشيخ محمد العبيسي مفتي حلب فلم يتمكن من إعادة السقف إلى ما كان عليه لاحتياجه إلى نفقة كثيرة لا تقوم بها واردات وقف الجامع ، فأهمل أمره لهذا السبب فأدى ذلك إلى سقوط جداري القبلية القبلي والشمالي وامتلأ صحنه بالأتربة والأحجار وتعطلت إقامة الصلاة فيه ، وفي القبلية أربعة عواميد ضخمة جدا طويلة ، وحينما وقع السقف تكسر منها عمودان وبقي عمودان.
وفي السنة الماضية وهي سنة ١٣٤١ اهتم بأمر هذا الجامع أهل محلة القصيلة ومحلة ساحة الملح وفي مقدمتهم الشيخ عبد اللطيف الخياط ، وجمعوا له من أنفسهم ومن أهل الخير ١٦٥ ألفا من القروش الرائجة وأقاموا جدار القبلية القبلي وأعادوه إلى ما كان عليه وبنوا مكان العمودين اللذين تكسرا ساريتين وأصلحوا المنارة حيث وضعوا لها سقفا ودرابزينا لأنها كانت بدون سقف ، وبلغ مجموع النفقة إلى الآن ١٣٠ ألفا ، ولا زال العمل قائما فيه شكر الله سعيهم.
وبعد وفاة متوليه مفتي حلب في السنة الماضية أيضا استلمت دائرة الأوقاف الجامع مع أوقافه التي هي عبارة عن خمس دكاكين بين الجامع وبينها عرصة واسعة على طول قبلية الجامع تعود له يبلغ وارداتها ١٥ ليرة عثمانية ذهبا ، وله أحكار في سوق القصيلة وفي محلة