شرط ، ثم تولى العلامة تاج الدين أبو المعالي واستمر مدرسا إلى أن مات ، ثم ولي تدريسها الإمام العلامة جامع أشتات الفضائل المبرز في معلوماته على الأواخر والأوائل المضيف إلى عالي الرواية عظيم الدراية الوافر الحظ من حسن الخط كمال الدين أبو القاسم أحمد بن عمر ابن أبي جرادة المعروف بابن العديم ، ولم يزل مدرسا حتى كتب عليه الجلاء مع من كتب من أهل حلب اه.
قال ابن الشحنة في الدر المنتخب : ولم يزل المدرسون ينتقلون بها إلى أن اتصلت إلى سيدي الوالد رحمهالله تعالى ، ثم إليّ خاصة بتوقيع شريف في سنة أربع وعشرين وثمانمائة.
أقول : وفي خلال التراجم تجد أسماء من تولى التدريس في هذه المدرسة ، والذي يظهر أن أمرها كان جاريا على السداد إلى أوائل القرن الماضي حينما تولاها أحفاد محمد أفندي الطرابلسي مفتي حلب فأهمل أمر التدريس فيها لأنهم لم يكونوا من أهل العلم ، وتداعت أبنيتها إلى الخراب ، وقد أدركناها والأتربة مالئة وسطها. وفي أواخر القرن الماضي كان المتولي عليها الأخوين السيد محمدا أبا الفتح والسيد محمودا ابني السيد عبد الوهاب ابن الشيخ مصطفى الطرابلسي ففرغا التولية سنة ١٢٩٤ إلى الشيخ مصطفى بن الشيخ محمد طلس ، ولما استلم المدرسة منهما كانت خرابا يبابا وليس فيها من القديم سوى مكان الصلاة والمحراب البديع الذي في إيوانها. ولم يبق لها من العقارات سوى دارين داخل المدرسة وأربع دكاكين اثنتان عن يمين الداخل إلى المدرسة واثنتان عن الشمال.
وللمدرسة أراض محكرة لجماعة معلومين في المحلة المعروفة الآن بالتلل كانت تعرف بمناشر الزبل يؤخذ منها بدل زهيد جدا هو عبارة عن عشرة أرطال زيتا ، ولما تولى المدرسة الشيخ مصطفى المذكور وجد أن ذلك إجحاف في حقوق المدرسة فرفع الأمر إلى والي الولاية وقتئذ جميل باشا فمد له الوالي يد العناية إلى أن تمكن من استرداد تلك الأراضي بعد محاكمات دامت سنين ، ولما تم له ذلك باشر بتحكيرها بأجر مثلها في ذلك الوقت ، ومن هذه الواردات صار يعمر المدرسة ويشتري لها بفاضل الغلة عقارات ، ولما توفي سنة ١٣١٥ جرى ولده الشيخ محمد الذي صار متوليا عليها على تلك الطريقة وبقي إلى أن توفي سنة ١٣٣٣ وآلت التولية إلى ولده محمد الذي هو في قيد الحياة الآن ، ولصغر سنه قام بأمر التولية عنه عمه الشيخ عبد الوهاب أفندي فجرى على تلك الطريقة إلى أن عمرت المدرسة