فيئه ذراعان صلّى العصر ، ثم قال : « أتدري لِمَ جُعل الذراع والذراعان ؟ » قلت : لِمَ جُعل ذلك ؟ قال : « لمكان النافلة ، لك أن تتنفّل من زوال الشمس إلى أن يمضي ذراع ، فإذا بلغ فيئك ذراعاً بدأت بالفريضة وتركت النافلة ، وإذا بلغ فيئك ذراعين بدأت بالفريضة وتركت النافلة » (١) .
وصدره قد تضمن القدمين والأربعة أقدام وأنّهما والذراع والذراعين بمعنى واحد ، كما صرّح به الأصحاب ، وجملة من النصوص (٢) ، ولذا جمع الإِسكافي بينهما (٣) .
خلافاً للحلي وجماعة (٤) ، فقالوا بالامتداد إلى المثل في الْاُولى والمثلين في الثانية ، إمّا مطلقا ، أو مستثنى منهما مقدار الفرضين .
واستدل عليه تارة : بالصحيحة المتقدمة بناءً على أن حائط المسجد كان ذراعاً ، لتفسير القامة به في النصوص (٥) .
وفيها ضعف سنداً بل ودلالةً ، لعدم تفسيرها القامة في الصحيحة بذلك ، بل مطلق القامة ، وعليه نبّه الشهيد ـ رحمه الله ـ في الذكرى (٦) .
ويحتمل أن يكون المراد بالقامة المفسَّرة به القامة التي وردت وقتاً للظهر والعصر في نحو الصحيح : عن وقت الظهر والعصر ؟ فكتب : « قامة للظهر وقامة للعصر » (٧) .
___________________
(١) الفقيه ١ : ١٤٠ / ٦٥٣ ، التهذيب ٢ : ١٩ / ٥٥ ، الاستبصار ١ : ٢٥٠ / ٨٩٩ ، الوسائل ٤ : ١٤١ أبواب المواقيت ب ٨ ح ٣ ، ٤ .
(٢) انظر الوسائل ٤ : ١٥٢ أبواب المواقيت ب ٩ ح ٢ ، ٣ .
(٣) كما حكاه عنه في الذكرى : ١٢٣ .
(٤) الحلي في السرائر ١ : ١٩٩ ؛ وانظر الجمل والعقود ( الرسائل العشر ) : ١٧٤ ، التذكرة ١ : ٧٧ ، الروضة ١ : ١٨١ .
(٥) الوسائل ٤ : ١٤٤ أبواب المواقيت ب ٨ ح ١٤ ، ١٥ .
(٦) الذكرى : ١٢٣ .
(٧)
التهذيب ٢ : ٢١ / ٦١ ، الاستبصار ١ : ٢٤٨ / ٨٩٠ ، الوسائل ٤ : ١٤٤ أبواب المواقيت
ب ٨
=