لمن أراد إتمامها. والجمهور على «يتم الرضاعة» بالياء المضمومة من «أتم» وإعمال أن الناصبة ، ونصب «الرضاعة» مفعولا به ، وفتح رائها.
وقرأ (١) مجاهد ، والحسن ، وابن محيصن ، وأبو رجاء : «تتم» بفتح التاء من تم ، و «الرضاعة» بالرفع فاعلا ، وقرأ أبو حياة (٢) ، وابن أبي عبلة كذلك ، إلا أنهما كسرا راء «الرضاعة» ، وهي لغة كالحضارة ، والحضارة ، والبصريون يقولون : فتح الراء مع هاء التأنيث ، وكسرها مع عدم الهاء ، والكوفيون يزعمون العكس. وقرأ (٣) مجاهد ـ ويروى عن ابن عباس ـ : «أن يتم الرضاعة» برفع «يتم» وفيها قولان :
أحدهما : قول البصريين : أنها «أن» الناصبة ، أهملت ؛ حملا على «ما» أختها ؛ لا شتراكهما في المصدرية ، وأنشدوا على ذلك قوله : [مجزوء الكامل]
١١٢٣ ـ إني زعيم يا نوي |
|
قة إن أمنت من الرزاح |
أن تهبطين بلاد قو |
|
م يرتعون من الطلاح (٤) |
وقول الآخر : [البسيط]
١١٢٤ ـ يا صاحبي فدت نفسي نفوسكما |
|
وحيثما كنتما لقيتما رشدا |
أن تقرآن على أسماء ويحكما |
|
مني السلام وألا تشعرا أحدا (٥) |
فأهملها ، ولذلك ثبتت نون الرفع ، وأبوا أن يجعلوها المخففة من الثقيلة لوجهين :
أحدهما : أنه لم يفصل بينها وبين الجملة الفعلية بعدها.
والثاني : أن ما قبلها ليس بفعل علم ويقين.
القول الثاني : وهو قول الكوفيين أنها المخففة من الثقيلة ، وشذ وقوعها موقع الناصبة ، كما شذ وقوع «أن» الناصبة موقعها في قوله : [البسيط]
١١٢٥ ـ ... قد علموا |
|
ألا يدانينا في خلقه أحد (٦) |
__________________
(١) انظر : المحرر الوجيز ١ / ٣١١ ، والبحر المحيط ٢ / ٢٢٣ ، والدر المصون ١ / ٥٦٩ ، وإتحاف فضلاء البشر ١ / ٤٤٠.
(٢) وقرأ بها الجارود بن أبي سبرة.
انظر : المحرر الوجيز ١ / ٣١١ ، والبحر المحيط ٢ / ٢٢٣ ، والدر المصون ١ / ٥٦٩.
(٣) انظر : البحر المحيط ٢ / ٢٢٣ ، والدر المصون ١ / ٥٦٩.
(٤) البيتان للقاسم بن معن ينظر شرح المفصل ٧ / ٩ ، الأزهية (٥٨) العيني ٣ / ٢٩٧ ، الأشموني ١ / ٢٩٢.
(٥) ينظر البيتان : الخزانة ٣ / ٥٩ ، الإنصاف (٥٦٣) مجالس ثعلب (٣٢٣) ، أوضح المسالك ٣ / ١٦٦ ، الدر المصون ١ / ٥٦٩.
(٦) تقدم برقم ١١١٤.