إطعام المشركين من نسك المسلم ، يحتمل النّسك الواجب الذي لا يجوز للنّاسك أن يأكل منه ، ولا أن يطعمه الأغنياء ، فأما غير الواجب الذي يجزيه (١) إطعام الأغنياء ، فيجوز (٢) أن يطعمه أهل الذّمّة قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ لعائشة ـ رضي الله عنها ـ عند تفريق لحم الأضحية : «أهدي جارنا اليهوديّ».
قوله : (وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) قال مجاهد ، وابن عبّاس ، وعكرمة ، وقتادة : يعني : الرفيق في السّفر (٣) ، وقال عليّ وعبد الله ، والنّخعي : وهو المرأة (٤) تكون إلى جنبه.
وقال ابن جريج ، وابن زيد : هو الذي يصحبك رجاء نفعك (٥) ، وقيل : هو الّذي صحبك إما رفيقا في سفر ، وإما جارا ملاصقا ، وإما شريكا في تعلّم أو حرفة ، وإما قاعدا إلى جنبك في مجلس واحد أو مسجد أو غير ذلك ، من أدنى صحبة التأمت بينك وبينه.
وقوله : (بِالْجَنْبِ) في الباء وجهان :
أحدهما : أن تكون بمعنى «في».
والثاني : أن تكون على بابها وهو الأولى ، وعلى كلا التّقديرين تتعلّق بمحذوف ؛ لأنها حال من الصّاحب.
قوله : (وَابْنِ السَّبِيلِ) قيل : هو المسافر الذي انقطع عن بلده ، وقيل : هو الضّيف ، قال ـ عليهالسلام ـ : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه» (٦).
__________________
(١) في أ : يجوز.
(٢) في أ : عجوز.
(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٣٤١) عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وقتادة.
وأخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (٩٥٢٦) عن سعيد بن جبير وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٨٤) عن ابن عباس وزاد نسبته لابن أبي حاتم وابن المنذر والبيهقي في «الشعب».
(٤) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٣٤٢) والبيهقي في «شعب الإيمان» (٩٥٢٥) عن علي بن أبي طالب.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٨٤) عن علي وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وأخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٣٤٢) والبيهقي في «شعب الإيمان» (٩٥٢٥) عن ابن مسعود.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٨٤) وزاد نسبته للفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود.
(٥) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٣٤٤) عن ابن زيد.
(٦) أخرجه مالك (٢ / ٩٢٩) كتاب صفة النبي صلىاللهعليهوسلم : باب جامع ما جاء في الطعام والشراب (٢٢) والبخاري (١٠ / ٤١٥) كتاب الأدب باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره (٦٠١٩) ، (١٠ / ٥٣١) رقم (٦١٣٥) ومسلم (٣ / ١٣٥٣) رقم (١٤ / ٤٨) ، (١٥ / ٤٨) وأبو داود (٣٧٤٨) والترمذي (١ / ٣٦٥) وابن ماجه (٣٦٧٥) والبيهقي (٩ / ١٩٧) وأحمد (٤ / ٣١ ـ ٦ / ٣٨٥) من طريق سعيد بن أبي سعيد عن أبي شريح العدوي مرفوعا.
وقال الترمذي : حديث حسن صحيح.