المجنون الذي لا يصدر عنه إلا التصرّفات البعيدة عن الحكمة والاتزان. وما تزال الكلمات تتنوع تبعا للأجواء النفسية التي يتأثّر بها الناس سلبيا ، في مواجهة الرسالات في كل زمان ومكان.
(انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ) في أساليبهم المعقّدة المتنوّعة ، التي يهربون بها من أنفسهم ومن الحقيقة التي تفرض نفسها عليهم ، أو من نظرة الناس إليهم ، ليبرّروا بذلك مواقفهم اللّامسؤولة من الرسالة. (فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) لأنهم لا يملكون طريقا واضحا يتحركون فيه ، ليحصلوا على حرية الحركة واستقامتها في خط الهدف الواضح ، فإن الضالّ لا يستطيع أن يمنح غيره الهدى ، أو يحدد لنفسه ولغيره الطريق المستقيم. فليضربوا ما شاؤوا من الأمثال ، وليطلقوا الكلمات اللّامسؤولة بكل الحقد الكامن في أنفسهم ، فلا يشكّل ذلك مشكلة بالنسبة للعاملين في الدعوة إلى الله والعمل في سبيله ، بل كل مشكلتهم أن يحددوا لأنفسهم الخط الواضح والهدف الكبير ، ويؤكدوا لها القناعات العميقة المستقرة ، ليثبّتوا مواقعهم عن طريق القوّة الفكرية والإيمانية ووضوح الرؤية للأشياء.
* * *