التوجيه الذي ذكرنا سابقا بالنسبة إلى ظهور الآية ؛ والله العالم بحقائق آياته.
(وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها) وهذا نموذج من الآيات التي أرسل الله بها رسوله «صالح» ، فكذبوا بها وعقروها ، فأنزل الله عليهم العذاب وأخذهم أخذ عزيز مقتدر. ولعل التأكيد على هذه النماذج «لأن آثار إهلاكهم في بلاد العرب قريبة من حدودهم ، يبصرها صادرهم وواردهم» ، كما جاء في تفسير الكشاف (١).
(وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً) وتحذيرا للناس ، بعد أن قامت عليهم الحجة بها ، فليس لهم عذر في الإنكار أو التمرّد ، في ما تدل عليه هذه الآيات من صدق النبي في رسالته ، وارتباط الرسالة بالله من خلال الوحي ، ولذا فإنها تحمل في داخلها طبيعة الإنذار المستقبلي في حالات الانحراف ، سواء على مستوى إثارة الخوف في عذاب الدنيا ، أو في عذاب الآخرة.
* * *
__________________
(١) تفسير الكشاف ، ج : ٢ ، ص : ٤٥٤.