الفكري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي للأكثرية المنحرفة ، بل لا بد لنا من مواجهته بالدعوة والحركة والموقف ، من أجل الوصول إلى أكثرية جديدة ، قائمة على الأسس الرسالية التي نتبناها في خطنا الفكري ، مهما كانت التحديات كبيرة والظروف قاسية ، لأن الحياة لا تفتح ذراعيها إلا للذين لا يستسلمون للأمر الواقع ، ولا ينسحقون تحت وطأة عوامل الضعف ، ولا يهزمون أمام الأوضاع السلبية ... بل يعملون على تحويل عناصر الضعف إلى عناصر قوّة ، وإلى مواجهة الحالات السلبية بمواقف إيجابية ، وينظرون إلى الحياة نظرة واقعية في تعاملهم مع نقاط القوة والضعف ، من أجل خلق واقع جديد على إنقاض الواقع القديم.
وأخيرا إن القرآن عند ما يعالج مسألة الأكثرية من خلال النظرة السلبية ، فإنه يريد تأكيد المسألة من الناحية الواقعية ، على أساس أنها لا تمثل المقياس الصحيح للحقيقة ، كما يراه الناس في هذه الأيام ، بل ربما كانت تلتقي ـ على العكس من ذلك ـ بنظرة الباطل ، ولكن لا مانع من أن تلتقي بالحق إذا أحسن القائمون على حركة الرسالة السير معها بصدق وعزم وتركيز.
* * *