طابعا مميزا ـ في بعض المجالات ـ للعمل الإسلامي ، من خلال ما يثيره الاعلام المضاد من حركة الإرهاب الديني كما يسميه في هذا الاتجاه.
بيد أننا نثير هذه المسألة ـ في أجواء هذا المفهوم الإسلامي للعدالة الذي تثيره الآية ـ لنؤكد على ضرورة انسجام الأسلوب السياسي للعمل الإسلامي الحركي ، مع الخط الأخلاقي للإسلام.
وقد يرى البعض أن مثل هذا الأسلوب يحمل كثيرا من الإيجابيات الواقعية للتحرك الإسلامي ضد الظلم والاستكبار والكفر ، في خط المواجهة ، للتخلص من الضغوط القاسية الصعبة التي يقوم بها الظالمون والكافرون والمستكبرون ضد المستضعفين من المسلمين أو من غيرهم من الشعوب المضطهدة ، لأن المسلمين لا يملكون القوّة التي يملكها أولئك ، فيضطرون إلى مواجهتهم بما يملكون من عناصر القوّة التي تمثل عناصر ضعف لدى الآخرين ، وبذلك يمكن إخضاع المسألة إلى القاعدة الأصولية العقلية ، التي تؤكد تقديم المصلحة الأهم على المفسدة التي لا تبلغ درجة الأهمية ، فتؤدي إلى تجميد الحكم الشرعي التحريمي لمصلحة الحكم الشرعي المرخّص ، كما ورد في جواز قتل الأسرى المسلمين الذين يتترّس الكفار بهم في الحرب لمنع المسلمين من النصر ، أو في جواز الدخول إلى الأرض المغصوبة لإنقاذ غريق أو إطفاء حريق. وعلى ضوء ذلك ، فإن المسألة تأخذ بعدها الشرعي الذي لا يجعل منها عملا منحرفا عن خط الشريعة.
إننا قد لا ننكر وجود بعض الإيجابيات في هذه الأمور ، ولكننا نواجه كثيرا من السلبيات في مقابل ذلك ، مما قد يترك انطباعا سلبيا على مستوى الدعوة الإسلامية ، إذ إنّه يؤدّي إلى تشوية صورة الإسلام لدى الآخرين ، أو إلى ردود فعل مضادة على المسلمين في مجال آخر. ولذلك فلا بد من الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات ، وعدم اللجوء إلى هذا الأسلوب إلا في