الرسول عقل من خارج».
وعلى هذا الأساس ، فإن الذين يتمكنون من البحث والتفتيش عن الحق ، ويعرفون اختلاف الناس فيه ، لا يكونون معذورين إذا امتنعوا عن الفحص والتعلم وأصروا على العناد في هذا الموقف ، لأن قيام الحجة لا يتوقف على الوصول الفعلي ، بل يكفي فيه إمكانية الوصول بحيث لو بحث الإنسان عن الحق لوصل إليه ، لأن الحقيقة الإلهية في متناول يديه. أما الذين لا يستطيعون تحصيل المعرفة لأنهم لا يملكون وسائلها ، أو لم يلتفتوا إليها لأنهم لم يسمعوا بأيّ مضمون من مضامين الرسالة ، كما في الذين يعيشون في مجاهل الدنيا ، أما هؤلاء فهم معذورون في عدم الإيمان بالحق بتفاصيله في ما لا يستقل العقل به ، أمّا ما يستقل به العقل ، كالإيمان بالله أو بتوحيده ، فلا بد من تحصيل المعرفة به ، بتوجيه التفكير إليه ، وعدم مواجهته بطريقة اللامبالاة الفكرية.
* * *