ويخلدون إلى الأرض ، ويبتعدون عن الله وعن رسله ، في ما أوحى به إليهم من رسالاته. فقد أهلكهم الله بأكثر من وسيلة وبأكثر من مظهر. (وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنَ الْقُرُونِ) من الذين عاشوا (مِنْ بَعْدِ نُوحٍ) ممن أرادهم الله أن يبدءوا الجيل الجديد للبشرية الذي يخلف قوم نوح ، الذين كفروا وطغوا وتجبروا ، فأغرقهم الله وأهلكهم بالطوفان ، ولكن هؤلاء الذين جاؤوا من بعدهم ، لم يعتبروا ولم يستفيدوا من تاريخ أولئك الذين دمرتهم ذنوبهم بإرادة الله ، الذي يعلم كل شيء مما يفعله الناس في سرّهم وعلانيتهم. (وَكَفى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) لأنه ـ وحده ـ المطلع على الحياة كلها ، فهو الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
* * *