وقال مالك : يتخيّر بين القتل والاسترقاق والفداء بالرجال دون المال (١). وهو رواية عن أحمد (٢) ، وبه قال الأوزاعي وأبو ثور (٣).
وفي رواية عن مالك : لا يجوز المنّ بغير فداء (٤).
وحكي عن الحسن البصري وعطاء وسعيد بن جبير كراهة قتل الأسارى (٥).
لنا : قوله تعالى ( فَإِمّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمّا فِداءً ) (٦).
وقتل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم بدر عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث (٧).
وروى العامّة : أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قتل عقبة صبرا (٨). وقتل أبا عزّة يوم أحد (٩). ومنّ على ثمامة بن أثال (١٠). وقال في أسارى بدر : « لو كان مطعم ابن عدي حيّا ثمّ سألني في هؤلاء النتنى (١١) لأطلقتهم له » (١٢) وفادى أسارى
__________________
(١) الأحكام السلطانيّة ـ للماوردي ـ : ١٣١ ، العزيز شرح الوجيز ١١ : ٤١٠.
(٢ ـ ٥) المغني ١٠ : ٣٩٣ ، الشرح الكبير ١٠ : ٣٩٩.
(٦) سورة محمد : ٤.
(٧) الحاوي الكبير ١٤ : ١٧٣ ، العزيز شرح الوجيز ١١ : ٤١٠ ، المغني ١٠ : ٣٩٤ ، الشرح الكبير ١٠ : ٤٠٠.
(٨) المغني ١٠ : ٣٩٤.
(٩) سنن البيهقي ٩ : ٦٥ ، العزيز شرح الوجيز ١١ : ٤١٠ ، المغني ١٠ : ٣٩٤.
(١٠) سنن البيهقي ٦ : ٣١٩ ، و ٩ : ٦٥ ، العزيز شرح الوجيز ١١ : ٤١٠ ، المغني ١٠ : ٣٩٤.
(١١) في « ق ، ك » والطبعة الحجريّة : « السبي » بدل « النتنى ». وما أثبتناه من المصادر. وفي النهاية ـ لابن الأثير ـ ٥ : ١٤ « نتن » : النتنى يعني أسارى بدر ، واحدهم نتن ، كزمن وزمنى ، سمّاهم نتنى ، لكفرهم. انتهى.
(١٢) سنن أبي داود ٣ : ٦١ ـ ٢٦٨٩ ، سنن البيهقي ٦ : ٣١٩ ، مسند أحمد ٥ : ٣٥ ـ ١٦٢٩١ ، المعجم الكبير ـ للطبراني ـ ٢ : ١١٧ ـ ١٥٠٥ ، المغني ١٠ : ٣٩٤.