عَلَى الْماءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ)(٧)
قال الآلوسى ما ملخصه : الدابة اسم لكل حيوان ذي روح ، ذكرا كان أو أنثى. عاقلا أو غيره ، مأخوذ من الدبيب وهو في الأصل المشي الخفيف .. واختصت في العرف بذوات القوائم الأربع.
والمراد بها هنا المعنى اللغوي باتفاق المفسرين ...» (١).
قال ـ تعالى ـ (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ ، يَخْلُقُ اللهُ ما يَشاءُ ، إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٢).
والمراد برزقها : طعامها وغذاؤها الذي به قوام حياتها.
والمعنى : وما من حيوان يدب على الأرض ، إلا على الله ـ تعالى ـ غذاؤه ومعاشه ، فضلا منه ـ سبحانه ـ وكرما على مخلوقاته.
وقدم ـ سبحانه ـ الجار والمجرور (عَلَى اللهِ) على متعلقه وهو (رِزْقُها) لإفادة القصر. أى على الله وحده لا على غيره رزقها ومعاشها.
وكون رزقها ومعاشها على الله ـ تعالى ـ لا ينافي الأخذ بالأسباب ، والسعى في سبيل الحصول على وسائل العيش ، لأنه ـ سبحانه ـ وإن كان قد تكفل بأرزاق خلقه ، إلا أنه أمرهم بالاجتهاد في استعمال كافة الوسائل المشروعة من أجل الحصول على ما يغنيهم ويسد حاجتهم.
قال ـ تعالى ـ : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً ، فَامْشُوا فِي مَناكِبِها ، وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (٣).
وجملة (وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها) بيان لشمول علمه ـ سبحانه ـ لكل شيء في هذا الكون.
__________________
(١) تفسير الآلوسى ج ١٢ ص ٢.
(٢) سورة النور الآية ٤٥.
(٣) سورة الملك الآية ١٥.