يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (٩٨) وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ)(٩٩)
وموسى ـ عليهالسلام ـ هو ابن عمران ، من نسل «لاوى» بن يعقوب.
ويرى بعض المؤرخين أن ولادة موسى كانت في حوالى القرن الثالث عشر قبل الميلاد ، وأن بعثته كانت في عهد منفتاح بن رمسيس الثاني.
والمراد بالآيات : الآيات التسع المشار إليها في قوله ـ تعالى ـ «ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ...» (١).
وهي : العصا ، واليد البيضاء ، والسنون العجاف ، ونقص الثمرات ، والطوفان ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم.
والسلطان المبين : الحجة الواضحة ، والبرهان الظاهر على صدقه ، وسمى ذلك سلطانا لأن صاحب الحجة والبرهان على ما يدعى ، يقهر ويغلب من لا حجة ولا برهان معه ، كما يقهر السلطان غيره.
والمعنى : ولقد أرسلنا نبينا موسى ـ عليهالسلام ـ بمعجزاتنا الدالة على صدقه ، وبحجته القوية الواضحة ، الشاهدة على أنه رسول من عندنا ، إلى فرعون وملئه الذين هم خاصته ، وسادات قومه وكبراؤهم ...
وخصهم بالذكر مع فرعون ، لأنهم هم الذين كانوا ينفذون أوامره ، ويعاونونه على فساده والضمير في قوله (فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ) يعود إلى الملأ.
أى : فاتبعوا أمره في كل ما قرره من كفر ، وفي كل ما أشار به من فساد.
وفي هذه الجملة الكريمة ـ كما يقول الزمخشري ـ تجهيل لهم ، حيث شايعوه على أمره ، وهو ضلال مبين لا يخفى على من فيه أدنى مسكة من العقل ، وذلك أنه ادعى الألوهية وهو بشر مثلهم ، وجاهر بالعسف والظلم والشر الذي لا يأتى إلا من شيطان مارد ، فاتبعوه وسلموا له دعواه ، وتتابعوا على طاعته.
__________________
(١) سورة الإسراء الآية ١٠١.