مجد البيان في تفسير القرآن

قائمة الکتاب

البحث

البحث في مجد البيان في تفسير القرآن

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

مجد البيان في تفسير القرآن

مجد البيان في تفسير القرآن

مجد البيان في تفسير القرآن

تحمیل

شارك

وملاحظة الربط بين أجزاء الكلام يغني عن هذا التوجيه وأمثاله ؛ إذ المناسب لذكر الصفات المتقدّمة وخصوصا الصفة الاخيرة هو التخصيص بالعبادة وهو الاهمّ ، وبمنزلة النتيجة لما قبله لظهور أن لا مستحقّ للعبادة إلا إيّاه من الآيات الثلاث.

وأمّا التخصيص بالاستعانة ، فهو وإن كان من شئون الربوبيّة وغيرها إلا أنّها في مرتبة سائر الشئون من دون ظهور جهة يظهر خصوصيّتها ، بل هو بطلب الهداية أشدّ ربطا وأظهر تعلّقا ، مع أنّه لو عمّم متعلّق الاستعانة كانت العبادة لكونها أهمّ وأعظم أولى بالتقدّم. وإن خصّصت بالعبادة فالاستعانة مقصودة لغيره ، والمطلوب لذاته أشرف وأولى بالتقديم وإن تأخّر ذو المقدّمة في الوجود عن المقدّمة.

ولعلّ في تذييل حصر العبادة بحصر الاستعانة دفعا لما يعرض القارئ حال دعوى العبادة من مبادي العجب ، أو لما يوهمه الكلام من كونه مستقلا في إيجاد العبادة ، كما أنّ الحقّ مستقلّ في الربوبيّة وغيرهما من الصفات المتقدّمة.

[في دلالة الآية على بطلان الجبر والتّفويض]

ومن هنا يظهر أنّ هذه الآية تبطل الجبر بالشطر الاوّل ، والتفويض بالشطر الثاني ، وأنّ تمسّك كلّ منهما على بطلان الآخر به صحيح ، وعلى صحّة مذهبه باطل بل هو نصّ في نسبة فعل العبادة والاستعانة إلى العبد ، وفي كون المعونة من الله سبحانه ، وإنّما يطلبها العبد منه سبحانه ، فليست في يده وتحت قدرته وإلا لما طلبه من غيره. فالعبد عابد بعون الله سبحانه ، وفاعل كذلك ، والله سبحانه معين له ، لا موجد الفعل عليه قهرا بالمعنى. فالشطر الاخر نفى الجبر أيضا ، كما أنّ باقي السورة نفي لهما معا ، بل كلمة الجلالة بالمعنى المتقدّم تدلّ على نفيهما ، إذ المعبود لا يكون معبودا بالفعل ما لم يكن عابد يعبده باختياره. ومن يستقلّ العباد عنه ويستغنون عنه في أفعالهم ليس معبودا بعنوان مطلق ، وكذلك ربّ