فقد قتل يوم أحد ، وأما جعفر فقد قتل يوم مؤتة ، وبقيت في جلفين جافين ذليلين حقيرين عاجزين : العباس وعقيل ، وكانا قريبي عهد بالكفر والإسلام فأكرهوني وقهروني (١).
وعلى ما مرّ فالمقطع الثاني من حديث سلمان الفارسي رحمهالله فيه فائدتان : الأولى : تقييد الصحابة المستنصرين بالبدريين منهم ، والثانية : أنّ مدة حمله لها عليهماالسلام إنما كان لثلاث ليال.
وروي الخبر عن الباقر والصادق عليهماالسلام أيضا :
فأما عن الباقر عليهالسلام فهو ما رواه الجوهري البصري في «السقيفة وفدك» بسنده عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري عنه عليهالسلام : أن عليا حمل فاطمة عليهاالسلام على حمار ، وسار بها ليلا إلى بيوت الأنصار (كذا بدون المهاجرين ولا البدريين) تسألهم فاطمة الانتصار له.
فكانوا يقولون : يا بنت رسول الله ، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، لو كان ابن عمّك سبق إلينا أبا بكر ما عدلنا به!
وكان علي عليهالسلام يقول : أكنت أترك رسول الله ميتا في بيته لا أجهّزه وأخرج إلى الناس انازعهم في سلطانه؟!
وفاطمة تقول لهم : ما صنع أبو حسن إلّا ما كان ينبغي له ، وصنعوا ما الله حاسبهم عليه (٢).
__________________
(١) كتاب سليم بن قيس ٢ : ٦٦٥ في استنفاره للناس بعد النهروان للشام فلم يلبث أن قتل : ٦٧١. وبمعناه عن الباقر عليهالسلام في روضة الكافي : ١٦٥ ، الحديث ٢١٦ ، وعنه في بحار الأنوار ٢٨ : ٢٥١ ، الباب ٤ ، الحديث ٣٣ ومرّ استبعاد أن يكون ذلك في كلام عام.
(٢) عن الجوهري في شرح النهج للمعتزلي ٦ : ١٣.