العالم بسنة رسول الله ، المضطلع بأمر الرّعية؟ فو الله إن ذلك فينا ، فلا تزيّنوا لأنفسكم ما سلبتمونا ، ولا تتّبعوا الهوى فتزدادوا من الله بعدا!
فقال له بشير بن سعد الأنصاري : لو سمع الناس مقالتك من قبل أن يبايعوا أبا بكر ما اختلف عليك اثنان!
فعند ذلك قال أبو بكر لعلي عليهالسلام : فإن لم تبايع فلا أكرهك! فانصرف علي عليهالسلام ذلك اليوم (١).
والطبرسي في «الاحتجاج» في آخر خبره عن أبي المفضّل الشيباني روى الخبر كما يلي :
فقال عمر : إنك لست متروكا حتى تبايع طوعا أو كرها!
فقال علي عليهالسلام : احلب حلبا لك شطره ، اشدد له اليوم ليردّ عليك غدا ، إذا والله لا أقبل قولك ولا أحفل بمقامك ولا أبايع.
فقال أبو بكر : مهلا يا أبا الحسن ما نشك فيك ولا نكرهك (بخلاف قول عمر).
فقام أبو عبيدة إلى علي عليهالسلام فقال له : يا ابن عمّ! لسنا ندفع قرابتك ولا سابقتك ولا علمك ولا نصرتك ، ولكنّك حدث السن (وكان لعلي يومئذ ثلاث وثلاثون سنة) وأبو بكر شيخ من مشايخ قومك ، وهو أحمل لثقل هذا الأمر! وقد مضى الأمر بما فيه! فسلّم له ، فإن عمّرك الله يسلّموا هذا الأمر إليك ، ولا يختلف عليك اثنان بعد هذا إلّا وأنت به خليق وله حقيق ، ولا تبعث الفتنة أو ان الفتنة ، فقد عرفت ما في قلوب العرب عليك!
__________________
(١) المسترشد : ٣٧٤ ـ ٣٨٠ ، ورواه ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ١ : ٢ و٤ ـ ١٣ عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري الخزرجي عن أبيه عن جده. وروى صدره الطبري عن الكلبي عن أبي مخنف عن عبد الله .. ورواه الجوهري البصري في السقيفة وفدك ، وعنه المعتزلي في شرح النهج ٦ : ٥ ـ ١٢.