هذا جزاء أبي بكر منك أن أعتقك فلا تجيء تبايعه؟! فقال : إن كان أبو بكر أعتقني لله ، فليدعني لله ، وإن أعتقني لغير ذلك فها أنا ذا! وأما بيعته ، فما كنت أبايع من لم يستخلفه النبي صلىاللهعليهوآله ، والذي استخلفه بيعته في أعناقنا إلى يوم القيامة. فقال له عمر : لا أبا لك! لا تقيم معنا (١).
ففي «الاستيعاب» : أنه استأذن أبا بكر ليخرج إلى الشام ، فقال له أبو بكر : بل تكون عندي. فقال له : إن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني ، وإن كنت اعتقتني لله فذرني أذهب. فقال : اذهب ، فذهب إلى الشام (٢) وأذّن لأبي بكر مولى عمّار بن ياسر : سعد القرظ (٣).
__________________
(١) تعليقة الوحيد البهبهاني على منهج المقال : ٧٢ ، وفيه له شعر في ذلك قال :
بالله ـ لا بأبي بكر ـ نجوت ، ولو |
|
لا الله قامت على أوصالي الضبع |
الله بوّأني خيرا وأكرمني |
|
وإنما الخير عند الله يتّبع |
لا يلفينيّ تبوعا كل مبتدع |
|
فلست متّبعا مثل الذي ابتدعوا |
وفي نقض العثمانية للإسكافي عن ابن اسحاق والواقدي : أن رسول الله اعتقه وليس أبو بكر ، كما في قاموس الرجال ٢ : ٣٩٣.
(٢) عن الاستيعاب في قاموس الرجال ٢ : ٣٩٩ ، ولكنه قال : لا عبرة بالخبرين ؛ وذلك لأنهما يفيدان كون بلال مولى أبي بكر خلافا لابن اسحاق والواقدي كما مرّ. ولكن ابن إسحاق في السيرة روى عتق أبي بكر له عن عروة بن الزّبير ١ : ٣٤٠ ، وفي ط. الدكتور زكّار : ١٩١ ، والواقدي في المغازي ١ : ١٥٥ عدّ بلالا من موالي بني تيم.
(٣) تاريخ خليفة بن خياط : ٦٦.