فقال عمر : خالد بن الوليد. فأرسلا إليه وقالا له : يا خالد ، ما رأيك في أمر نحملك عليه؟ قال : احملاني على ما شئتما ، فو الله إن حملتماني على قتل ابن أبي طالب لفعلت! فقالا : والله ما نريد غيره! قال : فإنّي له! فقال أبو بكر : إذا قمنا في الصلاة صلاة الفجر فقم إلى جانبه ومعك السيف ، فإذا سلّمت فاضرب عنقه! قال : نعم. فافترقوا على ذلك.
ثم إنّ أبا بكر لم ينم ليلته تلك ، فكّر فيما أمر به من قتل علي عليهالسلام فعرف أنه إن فعل ذلك وقعت حرب شديدة وبلاء طويل فندم على ما أمر به ، وأصبح وأقيمت الصلاة وأتى المسجد وتقدم فصلّى حتى فرغ من تشهده فصاح قبل أن يسلّم : يا خالد لا تفعل ما أمرتك فإن فعلت قتلتك! ثم سلّم.
وكان خالد قد قام إلى جانب علي عليهالسلام وفطن علي ببعض ذلك ، فوثب إليه وأخذ بتلابيبه وانتزع سيفه وصرعه وجلس على صدره ، واجتمع إليه الناس ليخلّصوه منه فما قدروا عليه ، فحلّفوه بقبر رسول الله فتركه وقام ، فقام خالد وانطلق إلى منزله (١).
__________________
(١) كتاب سليم بن قيس ٢ : ٨٧١ ، ٨٧٢ ، الحديث ٤٨ وفي ٦٧٩ ، الحديث ١٤ ، عن علي عليهالسلام ولكنه ليس لما بعد وفاة فاطمة عليهاالسلام بل بعد احتجاجها لميراثها ، وشطر منه في الغيبة للنعماني : ٥٣ ، ومثله في الاستغاثة : ١٩ ـ ٢١. ونقله ابن شاذان في الإيضاح : ١٥٥ ـ ١٥٩ عن جماعة من العامة. ورواه القمي في تفسيره ٢٥ : ١٥٨ ، ١٥٩ بسنده عن الصادق عليهالسلام أكثر تفصيلا. وفي رجال الكشي : ٣٩٥ ، الحديث ٧٤١ عن سفيان الثوري. والطبري الإمامي في المسترشد : ٤٥١ عن ابن عباس وفي : ٤٥٥ عن الباقر عليهالسلام.
والطبرسي في الاحتجاج ١ : ١١٨ مرسلا مرفوعا مجموعا من خبري سليم والاستغاثة. وأورده وردّه القاضي المعتزلي في المغني ، وعنه المعتزلي في شرح النهج ١٧ : ٢٢٢ وقال : انفردت به الإمامية ، وفي ١٣ : ٣٠١ قال : قوم من العلوية.