قال المرتضى : فصحّ أنه استبقى الصدقة في أيدي قومه رفقا بهم وتقربا إليهم إلى أن يقوم بالأمر من يدفع ذلك إليه (١).
وروى الطبري عن سيف التميمي أنه قال لقومه : يا بني يربوع ؛ إنا كنا قد عصينا أمراءنا إذ دعونا إلى هذا الدين وبطّأنا الناس عنه ، فلم نفلح ولم ننجح ، وإني قد نظرت في هذا الأمر فوجدت الأمر يتأتّى لهم بغير سياسة ، وإذا الأمر لا يسوسه الناس! فإياكم ومناوأة قوم صنع لهم ، فتفرقوا إلى دياركم وادخلوا في هذا الأمر.
فتفرّقوا على ذلك إلى أموالهم ، وخرج مالك حتى رجع إلى منزله (٢) فلم يجمع صدقات قومه ولم يستقبل بها خالدا كما فعل صاحباه قبله ، فلم يقبل ذلك منه خالد.
فبعد أن أقام خالد في طلب المتمرّدين شهرا في البزاخة (٣) قال : والله لا أنتهي حتى أناطح مسيلمة (وفي طريقه ابن نويرة).
فقال ثابت بن قيس الأنصاري أمير الأنصار : ما نحن بسائرين معك ، فهذا رأي لم يأمرك به أبو بكر ، فارجع إلى المدينة. فقال خالد : لا والله حتى أناطحه. فسار خالد ، وسارت الأنصار ليلة ثم قالوا فيما بينهم : والله لئن نصر أصحابنا
__________________
ونقل المرتضى موافق لما في كتاب الردة للواقدي بتحقيق الجبوري ، الطبعة الأولى ، بيروت ، بينما نقلت في طبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي كذا :
فإن قام بالأمر المخوّف قائم |
|
منعنا وقلنا : الدين دين محمد |
وفسّر المحقق الدين بالحكومة! بتحقيق محمود محمد شاكر ، طبعة المدني بالقاهرة ، ولا أراه إلّا تحريفا.
(١) تلخيص الشافي ٣ : ١٩١ ـ ١٩٢.
(٢) الطبري ٣ : ٢٧٧ ، عن سيف التميمي.
(٣) الطبري ٣ : ٢٦٣ ، عن سيف التميمي.