ومن معه حين حاذاه بتهامة ، ثم قدم نجران فانضمّ إليه جرير بن عبد الله البجلي ، وفروة بن مسيك المرادي (١).
وكان فروة قد وفد بقومه من مراد على النبيّ صلىاللهعليهوآله في العاشرة فاستعمله رسول الله على صدقات مراد ومن معهم ، وكان معهم عمرو بن معد يكرب الزبيدي ، ثم تبع مذحج فيمن تبع الأسود العنسي فجعله العنسي مقابل مراد ، ثم لحق بعمرو قيس المرادي منهزما من فيروز الديلمي من صنعاء ، ثم تفارقا (٢).
فلما لحق فروة بالمهاجر لحقه عمرو بغير أمان ولحقه قيس فأمر المهاجر بأسرهما وبعث بهما إلى أبي بكر.
فقال له أبو بكر : يا قيس ، أعدوت على عباد الله تقتلهم ، وتتخذ المشركين والمرتدّين وليجة من دون المؤمنين! وكان قتل دادويه سرّا بلا بيّنة فانتفى قيس أن يكون قارف منه شيئا! فتجافى أبو بكر عن دمه وخلّاه. وعاتب عمرا وخلّاه (٣).
ثم سار المهاجر من نجران إلى صنعاء في طلب فلول الأسود العنسي والتفّ بخيله حولهم ، واستأمنوه فأبى ، فافترقوا فرقتين لقي المهاجر إحداهما في موضع عجيب فأتى عليهم ، ولقي عبد الله بن ثور ومن معه الفرقة الأخرى بطريق الأخابث فأتى عليهم.
__________________
(١) الطبري ٣ : ٣٢٩.
(٢) الطبري ٣ : ٣٢٦ ـ ٣٢٧.
(٣) الطبري ٣ : ٣٢٩. ورجّح السيد العسكري خبر البلاذري قال : بلغ أبا بكر اتّهام قيس بقتل دادويه وأنه كان على اجلاء الأبناء من صنعاء ، فكتب إلى عامله على صنعاء (فيروز؟) أن يحمله إليه فحمله إليه ، فلما قدم عليه أحلفه عند منبر رسول الله خمسين يمينا أنه ما قتل دادويه وخلّى سبيله ، ثم وجّهه مع المنتدبين لغزو الروم إلى الشام. عبد الله بن سبأ ٢ : ٦٨ ، عن فتوح البلدان ١ : ١٢٧.