أو سبعين ميلا من القيروان اليوم (١) فدعوا جرجير وجمعه إلى الإسلام أو أداء الجزية فامتنعوا ، فالتحمت الحرب وفضّ جمعهم حتى طلب جرجير الصلح فأبى عبد الله عليه ، وهزموه حتى قتلوه وسبوا وغنموا وكثرت الغنائم حتى بلغت ألفي ألف دينار وخمسمائة ألف دينار وعشرين ألف دينار (٢).
ونقل ابن الخياط عن ابن سعد قال : أقام ابن أبي سرح في بلدة قمودة من سبيطلة ، حتى بعث إليه أهل المدائن فصالحوه على مائتي ألف رطل ذهبا ، فبلغ سهم الراجل ألف مثقال ، وسهم الفارس ثلاثة آلاف مثقال ذهبا (٣)! ووجه ابن أبي سرح عبد الله بن الزبير بالبشارة إلى عثمان فبلغ المدينة في عشرين ليلة فأخبر عثمان فأخبر عثمان الناس ، وأمر بخمس الغنائم لصهره مروان بن الحكم!
ووجّه ابن أبي سرح جيشا إلى أرض النوبة ، فصالحوه على ثلاثمائة رأس (؟) كل سنة فأجابهم إلى ذلك وكتب إلى عثمان (٤).
وكان عمر قد منع المسلمين من ركوب البحر فلما قضى غزا معاوية في البحر المتوسط إلى جزيرة قبرس سنة ٢٨ ومعه عبادة بن الصامت الأنصاري وأم حرام أمّ أنس بن مالك الأنصاري ـ وكانت تعالج الجرحى ـ فعثر بها بغلتها فسقطت وماتت ودفنت هناك (٥) ، وصالحوهم على سبعة آلاف دينار كل سنة (٦).
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٩٢.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٦٥.
(٣) تاريخ خليفة : ٩٢.
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٦٦.
(٥) تاريخ خليفة عن الكلبي : ٩٢ ، والكامل ٣ : ٩٧.
(٦) تاريخ ابن الوردي ٢ : ١٤٣.