عام ثلاثين فقتل وسبى وأصاب غنائم كثيرة مما جمع في بيوت النار ، وكان معه عبد الله بن الزبير وعبد الله وعبيد الله ابنا عمر ، وهرب يزدجرد بن كسرى (١).
وفي سنة (٣٠) كتب عثمان إلى سعيد بن العاص على الكوفة وعبد الله بن عامر على البصرة : أيكما سبق إلى خراسان فهو أمير عليها.
فوجّه ابن عامر عبد الله بن خازم السلمي على مقدمته إلى خراسان فسار إلى نيشابور ، وعلم بالمسابقة بين الأميرين دهقان من دهاقين خراسان فجاء إلى ابن عامر وقال له : ما تجعل لي إن سبقت بك؟ قال : لك خراجك وخراج أهل بيتك إلى يوم القيامة! فأخذ به على طريق مختصر إلى قومس (سمنان ودامغان) إلى نيشابور فالتقى بمقدمته عليها حتى افتتحت سنة (٣٠). وكانت نيشابور وطوس من أبر شهر ، وكانت بوشنج وبادغيس من هراة.
فحين افتتح نيشابور وجّه بالجيوش ، فوجّه عبد الله بن خازم السلمي إلى سرخس ، وبعث حاتم بن النعمان الباهلي إلى مرو ، وبعث الأحنف بن قيس التميمي إلى مروالرود (كذا) وبعث أوس بن ثعلبة التميمي إلى هراة ، وكتب إلى أهل هراة فكتبوا إليه : إن فتحت أبر شهر أجبناك إلى ما سألت! فوقف على أهل الطبسين حتى صالحهم على خمسة وسبعين ألفا ، ثم سار إلى أبر شهر فحاصرهم شهورا حتى صالحهم. وصالح أهل مرو حاتم الباهلي على ألفي ألف (مليونين) ومائتي ألف اوقية.
ثم صيّر ابن عامر خراسان أرباعا فولّى عليها : راشد بن عمرو الجديدي ، وعمرو بن مالك الخزاعي ، وعمران بن الفصيل البرجمي ، وقيس بن الهيثم السلمي وانصرف هو إلى عثمان ، فردّه عثمان على عمله (٢).
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٩٣ ـ ٩٥.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٦٧.