فرغ النساء أدخل الصبيان. ثم دفن رسول الله في منتصف ليلة الأربعاء (١).
هذا ، ولكن ظاهر الأخبار السابقة في دفنه صلىاللهعليهوآله ، ولا سيما ما مرّ عن المفيد : أن ذلك لم يكن ليلا بل نهارا ، من دون تعيين اليوم ، فلعله كان في صدر نهار الأربعاء ، أي بعد وفاته ظهر الاثنين بيومين تقريبا.
وفيما روى الطبرسي عن الشيباني باسناد وثّقه قال : فلما فرغ عليّ عليهالسلام من جهاز رسول الله وصلّى هو والناس عليه (ودفنه) وفرغ من ذلك ، خرج من داره صلىاللهعليهوآله إلى مسجده فجلس فيه ، فاجتمع عليه بنو هاشم وفيهم الزبير بن العوام ، واجتمعت بنو أميّة إلى عثمان بن عفّان ، وبنو زهرة إلى عبد الرحمن بن عوف ، فكانوا في المسجد مجتمعين ...
__________________
(١) ابن اسحاق في السيرة ٤ : ٣١٤ ، عن ابن عباس ، وعن عائشة بينما مرّ في أخبار وفاته ودفنه صلىاللهعليهوآله في آخر المجلد الثالث عن المفيد في إرشاده : ١٨٨ ـ ١٩٠ أن أكثر الناس فاتتهم الصلاة عليه لما جرى بينهم من التشاجر في أمر الخلافة ، ولما صلّى المصلون عليه أنفذ العباس برجل إلى زيد بن سهل وإلى أبي عبيدة بن الجرّاح فوجد أبو طلحة زيد بن سهل فحفر له. فهل كان كل ذلك في جوف الليل؟! ثم فيه نادت الأنصار من وراء البيت : يا علي .. أدخل منا رجلا يكون لنا به حظ من مواراته ، فأدخل أوس بن خوليّ الخزرجي. فهل كان كل ذلك في جوف الليل؟! ثم فيه : كان أمير المؤمنين عليهالسلام يسوّي قبر رسول الله بالمسحاة إذ جاءه رجل فقال له : إن القوم قد بايعوا أبا بكر .. فوضع طرف المسحاة في الأرض وقال .. فهل كان كل ذلك في جوف الليل؟! وهذا ينافيه ما رواه بعده أن أبا سفيان طرق باب رسول الله وعلي عليهالسلام متوفّر على أمر النبيّ فقال .. مما ظاهره أن هذا كان قبل دفنه صلىاللهعليهوآله ، إذن فكيف التوفيق؟! فلعل عائشة أو رواة عنها أرادوا أن يعذروا أباها أبا بكر وعمر وأصحابهما عن عدم حضورهم دفنه صلىاللهعليهوآله في جوف الليل. بينما حرص الأنصار على المشاركة فيه ، فهم أحرص على ذلك من خليفته ، وهو أزهد منهم فيه.