من عبد الله علي أمير المؤمنين ، إلى أهل الكوفة جبهة الأنصار وسنام العرب!
أما بعد ، فإني أخبركم عن أمر عثمان حتى يكون سمعه كعيانه : إن الناس طعنوا عليه ، فكنت رجلا من المهاجرين أكثر استعتابه (اطلب رضاه) وأقل عتابه ، وكان طلحة والزبير أهون سيرهما فيه الوجيف (السريع) وأرفق حدائهما العنيف! وكان من عائشة فيه فلتة غضب! فاتيح له قوم قتلوه.
وبايعني الناس غير مستكرهين ولا مجبرين بل طائعين مخيّرين.
واعلموا أن دار الهجرة قد قلعت بأهلها وقلعوا بها ، وجاشت جيش المرجل (القدر) وقامت الفتنة على القطب ، فأسرعوا إلى أميركم ، وبادروا جهاد عدوّكم إن شاء الله ، فحسبي بكم إخوانا وللدين أنصارا (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)(١).
وبعث به إلى الكوفة مع ابن أخيه محمد بن جعفر ، وربيبه محمد بن أبي بكر (٢).
وروى المفيد عن الواقدي عن الحارث بن فضيل قال : كانت عائشة قد كتبت إلى أبي موسى الأشعري ، أن اكفني من قبلك! فكتب إليه علي عليهالسلام : ارفع عن الناس سوطك وأخرجهم عن حجزتك ، فإن حققت فاقبل وإن ثقلت فاقعد. وبعث به إليه مع ابنه محمد بن الحنفية وربيبه محمد بن أبي بكر ، فلما قرأ الكتاب قال : اثقل ثم اثقل ، وأساء لهما القول وأغلظ وقال : والله إن بيعة عثمان لفي رقبة صاحبكم وفي رقبتي ما خرجنا منها (٣)!
__________________
(١) التوبة : ٤١.
(٢) شرح النهج للمعتزلي ١٤ : ٨ عن كتاب الجمل لابن إسحاق.
(٣) الجمل للمفيد : ٢٥٧ عن الواقدي ونحوه في الطبري ٤ : ٤٧٧ عن النميري البصري عن المدائني البصري ، و٤٨٢ عن سيف التميمي.