ثم نقل عنه عن ابن زكريا عن ابن عائشة عن أبيه عن عمّه قال : قالت : إن فدكا وهبها لي رسول الله صلىاللهعليهوآله. فقال أبو بكر : فمن يشهد بذلك؟ فجاء عليّ بن أبي طالب فشهد وجاءت أم أيمن فشهدت.
وجاء عمر بن الخطّاب وعبد الرحمن بن عوف فشهدا أنّ رسول الله كان يقسمها.
فقال أبو بكر : يا ابنة رسول الله صدقت وصدق علي وصدقت أم أيمن وصدق عمر وعبد الرحمن بن عوف ، وذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يأخذ من فدك قوتكم ويقسم الباقي ويحمل منه في سبيل الله ، فلك عليّ الله أن أصنع فيها كما يصنع أبوك .. فكان أبو بكر يأخذ غلّتها فيدفع إليهم منها ما يكفيهم ويقسم الباقي (١).
بينما في «الشافي» يبدو عن كتاب «المعرفة» لإبراهيم الثقفي (٢) (م ٢٨٢ ه) بسنده عن ابن الحنفية عن أبيه علي عليهالسلام قال : ذهبت فاطمة إلى أبي بكر وقالت له : إنّ أبي أعطاني فدكا ، ويشهد لي علي وأم أيمن. فقال أبو بكر : وأنا قد أعطيتكها ، ودعا بصحيفة من أدم فكتب لها فيها (٣) إلى عامله كتابا بردّ فدك (٤). وبترك التعرض.
فعن الكاظم عليهالسلام قال للمهديّ العباسي : فخرجت والكتاب معها (بيدها) فلقيها عمر (فعرفها) فقال لها : يا بنت محمد (!) ما هذا معك؟ قالت : كتاب كتبه لي ابن أبي قحافة. قال : أرنيه. فأبت ، فانتزعه من يدها (فلما) نظر فيه
__________________
(١) عن الجوهري في شرح النهج للمعتزلي ١٦ : ٢١٦ وأشكل عليه فيه : ٢٢٥ ، ٢٢٦.
(٢) كما عن الشافي في شرح النهج للمعتزلي ١٦ : ٢٨٢.
(٣) تلخيص الشافي ٣ : ١٢٤ ، ١٢٥.
(٤) دلائل الإمامة : ١١٩ ، وهو الوجه الوجيه لكتابة الكتاب.