فقال عمر : يا علي دعنا من كلامك فإنا لا نقوى على حجتك! فإن أتيت بشهود وإلّا فهو فيء للمسلمين ، لا حقّ لك فيه ولا لفاطمة!
فجاء علي عليهالسلام فشهد بمثل ذلك.
وجاءت أم أيمن فقالت له : يا أبا بكر ، أنشدك بالله ، ألست تعلم أن رسول الله قال : أم أيمن امرأة من أهل الجنة؟ فقال : بلى. قالت : فأشهد أن الله عزوجل أوحى إلى رسوله فجعل فدكا طعمة لفاطمة بأمر الله (١).
ونقل المعتزلي عن الجوهري عن الكلبي عن أبيه : أنها قالت لأبي بكر : إن [عليا] وأم أيمن (يشهدان) لي : أن رسول الله أعطاني فدك.
فقال لها (هكذا بلا شهادة) : والله ما خلق الله خلقا أحبّ إليّ من أبيك رسول الله ولوددت يوم مات أبوك أن السماء وقعت على الأرض ، وو الله لئن تفتقر عائشة أحبّ إليّ من أن تفتقري ، أتراني أعطي الأبيض والأحمر حقه وأظلمك حقّك وأنت بنت رسول الله؟! إن هذا المال لم يكن للنبيّ وانما كان مالا من أموال المسلمين يحمل النبيّ بها الرجال وينفقه في سبيل الله ، فلما توفي رسول الله وليته كما كان يليه.
فقالت له : والله لا كلّمتك أبدا! فقال : والله لا هجرتك أبدا!
قالت : والله لأدعونّ الله عليك! فقال : والله لأدعونّ الله لك (٢)!
__________________
(١) الاحتجاج ١ : ١١٩ ـ ١٢٣ بتلخيص وتصرّف يسير ، وقريبا منه في الاختصاص : ١٨٣ ـ ١٨٥ ، عن عبد الله بن سنان عن الصادق عليهالسلام وقبله عن كتاب سليم بن قيس ٢ : ٦٧٩ : أن الزهراء هي حاجّته بمثله ، عن علي عليهالسلام.
(٢) عن الجوهري عن الكلبي في شرح النهج للمعتزلي ١٦ : ٢١٤ وأشكل عليه فيه : ٢٢٥. وروى ذيله المرتضى في الشافي وتلخيصه ٣ : ١٥٢ عن العباسية للجاحظ وهي ١٢ من رسائل الجاحظ : ٣٠٠ ـ ٣٠٣.