وسيأتي عن ابن الجوزي أو سبطه : أن عمر قال لأبي بكر لما رآه يكتب كتابا للزهراء : ما هذا؟ فقال : كتاب كتبته لفاطمة .. وكأنّه كان في بدايات ردّات العرب فقال له : ومن ما ذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى؟! ثم أخذ الكتاب منه فشقّه (١)!
ونقل المعتزلي عن علي بن تقي النيلي الحلّي قال : ما قصد أبو بكر وعمر بمنع فاطمة عن فدك إلّا أن لا يتقوّى عليّ عليهالسلام بحاصلها وغلّتها على المنازعة في الخلافة ؛ فإن الفقير الذي لا مال له تضعف همته ويتصاغر عند نفسه ، ويكون مشغولا بالاحتراف والاكتساب عن طلب الملك والرئاسة (٢).
وجاء علي عليهالسلام إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار فقال له :
يا أبا بكر ، تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين؟ قال : لا. قال : فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه ثم ادّعيت أنا فيه ، فممن تسأل البيّنة؟ قال : إياك أسأل البيّنة. قال : فما بالك سألت فاطمة البيّنة على ما (كان) في يديها وقد ملكته في حياة رسول الله .. أخذت منها فدكا وزعمت أنه فيء للمسلمين. فرددت قول رسول الله : البيّنة على من ادّعى ، واليمين على من ادّعي عليه.
قال الصادق عليهالسلام : فنظر الناس بعضهم إلى بعض ودمدموا وأنكروا وقالوا : صدق والله عليّ بن أبي طالب .. وسكت أبو بكر!
__________________
(١) كما في الغدير ٧ : ٩٤ عن السيرة الحلبية ٣ : ٣٩١.
(٢) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ١٦ : ٢٣٦ ، وفي ١٦ : ٢٦٣ ، أرّخ لذلك فقال : وحديث فدك وحضور فاطمة عند أبي بكر كان بعد عشرة أيام من وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله. ولم يذكر المصدر ولم نجده إلّا عنده ، وظاهره البداية.