والبخس بالزكاة (١) والسحت بالهدية!
قلت : يا رسول الله ، فما هم إذا فعلوا ذلك : أهم أهل ردة أم أهل فتنة؟
قال : هم أهل فتنة يعمهون فيها إلى أن يدركهم العدل.
قلت : يا رسول الله ، العدل منا أم من غيرنا؟ فقال : بل منّا ، بنا فتح الله وبنا يختم ، وبنا ألّف الله بين القلوب بعد الشرك ، وبنا يؤلف الله بين القلوب بعد الفتنة.
فقلت : الحمد لله على ما وهب لنا من فضله (٢).
ومن أخبار حيرتهم في الفتنة أنّ الحارث بن حوط الرّاني أو الليثي قال له :
أفأظنّ أن طلحة والزبير وعائشة اجتمعوا على باطل؟
__________________
(١) لا معنى لاستحلال البخس باسم الزكاة إلّا ما علّقه عليه محقق الأمالي المرحوم الغفاري : أنهم يستحلون لأنفسهم البخس بالمكيال والميزان على الناس بحجة ما يدفعون من الزكاة يرونها تحلّل لهم بخسهم. والزكاة هنا لعلها بمعناها العام دون الزكاة المفروضة لأول السنة العاشرة للهجرة ، ونزول سورة النصر على المختار للبشارة بفتح مكة في الثامنة.
وتنبّه إلى ورود مثل هذا الإشكال على لفظ الخبر برواية الرضيّ في نهج البلاغة : المعتزلي الشافعي في شرحه ٩ : ٢٠٧ ، قال : فهو يدل على أن آية : (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ ...) أنزلت بعد احد ، وهو خلاف قول أرباب التفسير فهي عندهم بالاتفاق مكية ، ويوم احد كان بالمدينة. ثم دفع الإشكال باحتمال أن تكون هذه الآية مدنية ألحقت بسورة العنكبوت المكية! وفي لفظ رواية الرضيّ إشكالات أخر ، ليست في ما رويناه عن أمالي شيخه المفيد. والآيتان : ١ و٢ من سورة العنكبوت.
(٢) أمالي المفيد : ٢٨٨ ، م ٣٤ ، الحديث ٧ ، وعنه في أمالي الطوسي : ٦٥ ، الحديث ٩٦. ومصادر نقل الرضي في المعجم المفهرس : ١٣٨٨ ، الخطبة ١٥٦ ، ونقل الخبر المعتزلي وقال : هذا الخبر مروي عن رسول الله قد رواه كثير من المحدّثين عن علي عليهالسلام ٩ : ٢٠٦.